joiedevie Forum de Aziza Rahmouni
Vous souhaitez réagir à ce message ? Créez un compte en quelques clics ou connectez-vous pour continuer.
Le Deal du moment :
Pokémon Évolutions Prismatiques : ...
Voir le deal

Hagouza, ansra, lyali et autres

Aller en bas

Hagouza, ansra, lyali et autres Empty Hagouza, ansra, lyali et autres

Message par Mona Mer 13 Juin - 14:20

تراث اجبالة:”الليالي” و”حكوزة” و”موت الأرض” و”العنصرة” و”الصمايم”
http://taounate.net/archives/2866
إذا روت فاليالي عول على السمن بالقلالي
( فتر ة دجنبر / يناير / فبراير)
يضم شهر دجنبر منازل أساسية تمتاز بالبرودة الشديدة التي تؤثر على الإنسان والحيوان والنباتات .من هده المنازل سعد البلدة. يكون الفلاح مستعدا للطقس البارد ابتدءا من هده الفترة وبالخصوص عندما تدخل الليالي في 12 دجنبر والتي تدوم 40 يوما أي إلى حدود 20 يناير. وتتميز بظلامها الحالك وبردها القارس الذي يؤثر على قسمات الأفراد.ومن الأمثال الدائرة في هدا المعنى المثل الذي يفيد أن العروسة الشابة تصبح من شدة البرد “قردة” والعجوز كالجلدة ، “سعد البلدة كيرد لعروسة قردة والعكوزة جلدة”.
بعد مرور 20 يوما من الليالي يحل رأس السنة الفلاحية( يوافق 13 يناير من السنة الميلادية ) ويعرف بحاكوزة أو “يناير” .ويتعلق الأمر هنا بمناسبة تحضر فيها وجبات خاصة تفاؤلا بالعام الجديد. وكان الاحتفاء عند البعض يدوم ثلاثة أيام . ومن الوجبات التي تحضر خلال هده المناسبة أكلة الدجاج ونوع من العصيدة تدعى “التشيشة” (عصيدة القمح تطهى بالحليب والعسل والصامت لحلو). كما يتم استهلاك بعض الفواكه الجافة المحتفظ بها لمثل هده المناسبات في الخزائن الخاصة.
تفتتح السنة الفلاحية بمنزلة سعد بلع يوم 4 يناير أي 17 يناير الشمسى . وهي فترة تشكل جزء من الليالي تتميز بسقوط الأمطار وانخفاض درجة الحرارة. وفي هدا الصدد نجد القول الشعبي يعبر عن قسوة البرد كما يلي “سعد ابلع كا يجمد ألما في رأس القرع”. ويدفع انخفاض درجات الحرارة الفلاح إلى التكيف مع الأحوال المناخية لهدا الموسم كالإقبال على استهلاك القطاني وخاصة أكلة “البيصار” .
تنقسم الليالي بدورها إلى فترتين متساويتين فادا كانت 20 يوما الأولى ممطرة فتعتقد بعض القبائل الجبلية أن محاصيل السنة الفلاحية لن تكون مناسبة “سنة فلاحية شبه عجفاء”. أما إذا حصل العكس (20 يوما الثانية ممطرة ) يعم التفاؤل بسنة فلاحية جيدة .ونكتفي بإيراد بعض الأمثال الموضحة لأهمية هذا الموسم الفلاحي “الليالي المسعودة تنزل الشتا بالليل والنهار مفقودة ” أي أن هطول المطر ليلا فقد يسمح للفلاح بالعمل نهارا.
وفي نفس السياق “إذا روت فالليالي عول على السمن بلقلالي” بمعنى سقوط الأمطار في هذه الفترة يسمح بتوفر المرعى بكثافة في المراعي وبالتالي يكون الحليب ومشتقاته كالسمن وافرا .ويقال أيضا “اللي حب العنب يزبر الدوالي أو يغرسهم فالليالي “.من يريد العنب عليه أن يهتم بغارسة الكروم وتقليمها خلال هده الفترة. ومثال آخر على لسان الشجرة “ازبرني في الليالي وخليلي ديالي ” أي أن الليالي هي الفترة المناسبة للاهتمام بالأشجار كتقليمها .
وفي 17 يناير يدخل سعد السعود حيث تستفيد الكائنات الحية كالحيوانات والنباتات من الأمطار وتصبح كل ذات مولود تتوفر على الحليب. ويعبر عن ذلك المثلان التاليان “إذا دخل سعد السعود كيجري ألما في العود ويسخن كل مبرود ويطلع الحليب في الثيود” . ” وفي سعد السعود تخرج الحية والقنفود”. وبعد مرور 13 يوما من سعد السعود يهل سعد الاخبية في 30 من يناير حيث يصبح الجو دافئا مما يسمح للحشرات والزواحف وغيرها بمغادرة مخابئها بحثا عن الدفء. يقول المثل “سعد الاخبية تخرج كل من هي مخبية”. وفي هده المنزلة ينتهي موسم حرث الزراعات البكرية.
توافق نهاية شهر فبراير الفلاحي فترة مشؤومة تعرف بالحسوم تبتدئ يوم 25 فبراير .وتدوم 7 ليالي و 8 أيام. وتعرف عند الفلاحين بحيان ( حسب الحكاية الشعبية المعروفة ). ومن الأمثال التي تعرضت لهذه الفترة “إذا كانت الحسوم، البيع والشرا فيها مسموم ” . “لا تفرح بالخرفان والجديان لامخرج الليالي وحيان ” بمعنى سلامة قطيع الغنم والمعز لا يمكن الاطمئنان عليها من قسوة البرد والأمطار إلا بعد خروج الليالي و بالتالي لا بد من رعاية القطيع في الحظائر والزرائب حيث الدفء.

“فاتك الغرس قبل مارس”
شهر مارس
في المنازل الفلاحية المهمة لدى الفلاح منازل شهر مارس. حيث يعتدل الطقس(ابريل وماي) وفيه تنتهي فترة غرس الأشجار المثمرة فيقال “فاتك الغرس قبل مارس” وبما أن حرارة الجو تبدأ في الارتفاع انطلاقا من هدا الشهر يشكل تهاطل الأمطار خلال هذه الفترة ضمانا للموسم الفلاحي حيث يستبشر الفلاح بها لأن الموسم الفلاحي يكون في حاجة ماسة إليها خاصة إن الظروف المناخية خلال شهري يناير وفبراير تكون غالبا عصيبة ونلمس ذلك في هذا المثل “ازرع ليجرحه يناير ويقتله يبرا ير ويتسمى على مرس” بمعنى رفعا لكل التباس فان القمح يتأثر بالأحوال المناخية السيئة السائدة خلال يناير وفبراير ومارس.
تحل في العاشر من مارس منزلة “بطن الحوت” .ويحذر المثل التالي الفلاح من مغبة التهاون خلال هده المنزلة في عملية إعداد الأرض للزراعات المتأخرة (المازوزية) كالدرة “بطن الحوت اقلب الدرا قبل تفوت ” ومن ذلك قولهم في هذا الشأن على لسان النباتات كعلامة على بداية الحرارة “بطن الحوت اسقيني أو نموت”. إذا أمطرت السماء خلاله يكون الفلاح شبه مطمئن على محاصيله وماشيته خصوصا اذا أضحت الظروف المناخية مواتية في الشهرين المقبلين.
“شتا د النيسان كتعور لحيي في الكيفان ”
شهر ابريل
أمطار هذا الشهر محبوبة لكثرة مزاياها “راوية يبريل أحسن من مال مدريد ” بمعنى ارتواء الأرض في ابريل أحسن من مال مدريد. مع حلول يوم 27 من ابريل يبتدئ موسم النيسان ويمتد إلى 4 ماي وهو من الفترات المحبورة. من الأمثال التي تعرضت لذلك ” إلى دخل النسيان كل إنسان حتى الوحوش والحيتان “. ويعتقد أن أمطار هذه الفترة مبروكة جدا من ذلك قولهم “ألما نيسان ليعرف قدره يشريه بالكيسان ” بمعنى من يعرف أهمية ماء أمطار هذا الموسم سيقتنيه بالأكواب. ويتم جمع مياه هذه الأمطار لترش بها الحيوانات والحبوب المحتفظ بها في الخزائن… كما يعتقد أن أمطار النيسان تعمي الثعابين في مأواها.والمثل التالي يشير إلى ذلك “شتا د النيسان كتعور لحيي في الكيفان “. وعليه اذا لم تهطل الأمطار خلال هذه الفترة فان خطر الأفاعي وارد إلى حلول فصل الشتاء المقبل.

“حيد الرا واخرج لبرا”
شهر ماي
حلول شهرماي علامة على زيادة ارتفاع درجات الحرارة. فيقال “حيد الرا واخرج لبرا”وذلك إيحاء بان الشهور التي يتضمن اسمها حرف الراء تكون باردة وهي شتمبر – أكتوبر- نومبر – دجنبر- يناير- فبراير- مارس – ابريل. أما شهور مايو- يونيو- يوليوز وغشت حارة. وبالتالي النوم خارج البيوت ممكن ابتدءا من هدا الشهر لحصول نوع من الاعتدال المناخي بأحوال الطقس .
في فاتح ماي تدخل منزلة الدبران .ويعبر المثل التالي على انعدام الفائدة من فلح الأراضي البورية ابتدءا من هذه المنزلة بصورة مجازية كما يلي “إلى دخل الدبران لا درا لا ثران ” بمعنى محصول الحرث في هذه المنزلة يكون ضعيفا جدا على مستوى الإنتاج. وحيوانات الحرث تصبح منهوكة القوى ودلك لتزامن هده المنزلة مع فترة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة. وتعتبر منزلة الدبران ايدانا ببداية موسم الحصاد.
في 17 مايو من السنة الفلاحية يحل فصل الصيف. ويعرف هدا اليوم “موت الأرض”. وبهذه المناسبة تتم ممارسة بعض الطقوس كتفادي النوم خلال النهار وكي الرقبة والجلد المحيط بالوجه بواسطة عود “سلطان الدفلة” (فصيلة من نبات الدفلة ) بعد وضعه على النار وأكل البعض لشعير الموسم الفلاحي الجديد محمصا. كما تذبح أحيانا ذبيحة (الوزيعة) ويوزع لحمها على أعضاء الجماعة على أن يؤدى ثمنها إلى اجل معين. وتتم زيارة الأضرحة من طرف البعض خلال هدا اليوم .وفي اليوم التالي يشرع في عملية الحصاد عند البعض الآخر.

“اذا انفخ الشركي في الصمايم دبر فالعلف للبهايم”
شهرا يونيو / يوليوز
يوافق يوم 24 يونيو الفلاحي موسم العنصرة ويواكب هذا الموسم ممارسة بعض الطقوس المرتبطة بالماء والنار اذ يعتقد أن لهما دور تطهيري مثل إضرام النار في الهشيم ليمس دخانها البيوت والحقول والمواشي… وينط بعض أفراد العائلة مرات عديدة فوق النار من جهة أخرى ويتبادل السكان رش الماء ويهيئون المآدب الخاصة بالمناسبة من محاصيل الموسم الفلاحي الجديد. كما يتم جمع العسل من خلايا النحل و الاشتراك في “الوزيعة” فيأخذ كل واحد من الجماعة حظه من لحم ذبيحة بعد ما يحسب لها ثمنا مناسبا حسب الأعراف المعمول بها .وقد يلعب بعض السكان لعبة الخيل المعروفة ب”ماطة” في الأماكن الممكن ممارستها .
من مواسم هذا الفصل الصمايم (السمائم) وهو موسم فلاحي طويل ومشؤوم يشمل الصيف وطرفا من الخريف.و يقابل موسم الليالي في موسم الشتاء تمتد أيامه على أربعين يوما من 12يونيو إلى 19 غشت .و هي الأكثر حرارة خلال السنة. ونكتفي هنا بإدراج مثلين موضحين لذلك “الريح د الصمايم ” ليطرح البهايم” “اذا انفخ الشركي في الصمايم دبر فالعلف للبهايم” بمعنى هبوب الرياح خلال هذه الفترة يجهض الدواب .وعلى الفلاح العناية بها نظرا لشدة حرارة هذه الرياح. ويعتقد انه اذا ظهرت السحب في السماء خلال هذه الفترة فان السنة الموالية ستكون ممطرة.
تقتضي التقاليد أن تخلد نهاية الحصاد عند الفلاحين باجبالة ميدانيا بطقس خاص يعرف ب “عروسة الفدان” حيث أن الفلاح في أخر العملية يترك بضعة أمتار مربعة من القمح بدون حصاد فيرتدي العنصر النسوي من أسرته ملابسه الجميلة و يتوجه للحقل قصد “تريش السنابل” سنبلة بعد سنبلة منشدا الأهازيج الشعبية والسجاع مع الزغاريد وتنتهي هده العملية بإعداد مأدبة جماعية خاصة بالمناسبة .
في سياق حديثه عن عملية الحصاد الجماعية (توازه) الخاصة بالمسجد يصف لنا العياشي المريني إحدى صيغ هدا الاحتفال قائلا “على انه لا بد من ختم عمليات الحصاد بوضع تمثيلية هزلية اجتماعية تقليدية يشارك فيها الفلاحون والفلاحات والشبان والشابات بحيث تختار أحسن نقطة في توازة تتوفر على أحسن السنابل وتترك على شكل دائري تحيط بها أكوام من السنابل تسمى ” العروسة ” ثم يأتى بامرأة تمثل عروسا وتجلس وسط السنابل ويحضر الحصادون بمناجلهم ومن وراءهم النساء وتشرع العروس في رفع أصواتها بالبكاء ومن خلفها الحصادون يقطعون السنابل ويرددون الأهازيج الشعبية فادا وصلوا الى العروس أمسكت عن البكاء وابتعد الرجال ودنا منها النساء ويشرعن في تقديم الهدايا للعروس والمتمثلة في الكعك والخبز الجيد ويسمونها ” الغرامات على العروسة “. وبعد الفراغ من هده الغرامات يجمع الكعك ويضاف إلى زاد الجماعة ويأكل البعض منه والأخر يحمل إلى مسجد الجماعة وغالبا ما يباع بالمزاد العلني ويضاف مردوده إلى خزين الجماعة. وتنتهي عمليات الحصاد بذبح عدد من رؤوس الماعز وان اقتضى الحال بقرة أو ثورا وتوزع على الجماعة بحيث تأخذ الأسرة العادية المكونة من 2 إلى 6 أفراد ” قرعة ” واحدة والأسرة المكونة من 6 أفراد فما فوق ” قرعتين ” والأرملة أو المطلقة ” نصف قرعة “.

” غشت أوله تين وآخره طين ”
شهرا غشت وشتنبر
من الأمثال التي تعرضت لشهر غشت المثل الذي يقول ” غشت أوله تين وآخره طين ” بمعنى في بدايته تنضج ثمار أشجار التين وقد ينتهي بتها طل أمطار الموسم الفلاحي الأولى لكن يبقى الشهر الذي يحمل العلامات الأولى للمطر وتحولا ملحوظا في الطقس هو شهر شتنبر .
خلال هذا الشهر الأخير يستعد الفلاح لاستقبال أيام الحرث ومن الأمثلة الشعبية التي يتضمنها هذا الشهر التي توحي بقدوم أيام الحرث ” في شتنبر اقطع الدرا وخا في قاع البير ” ويقول مثل آخر في هدا الشأن ” في شتنببر تحلى ماكلة الشعير ويقوى ألما في البير والفلاح يشوف مايدير “ بمعنى تلذ أكلة الشعير ويكثر الماء في الآبار والفلاح يستعد لموسم الحرث.

“زراعة غلال البكري”
شهرا أكتوبر نونبر
يعرف هذان الشهران منازل تمتاز كلها بتراجع الحرارة وبداية موسم الأمطار والبرد القارس ففي 17 أكتوبر الفلاحي تدخل أيام الحرث (الحرث البكري )التي تمتد على مائة وثلاث أيام 17 أكتوبر إلى 27 يناير . بدخول موسم الحرث يستعد الفلاح للعمل في حقوله فيهتم بحيوانات الجر ويروضها على الحرث ويقتني ما يحتاج إليه من بدور وحبال وأدوات…وعندما تروي الأمطار الحقول يعتبر اليوم الأول من الحرث بالنسبة لكل مزارع يوم حفل فلاحي يدعى ” السهول ” أو ” النزول ” .ويتم الاحتفاء بهده المناسبة بتوجيه أطباق من الفطائر والأرغفة أو أقراص الخبز والتين المجفف والفول المحمص… إلى المسجد أو إلى مكان الحرث لإطعام التلاميذ ( المحاضرية ) والطلبة والصبيان والمحتاجين… ويواكب ذلك طقوس خاصة في اليوم الثالث عشر من شهر نومبر. تدخل منزلة الشولة ويعتبر بداية هذه المنزلة ايدانا بحلول يوم الزريعة ( زراعة غلال البكري ).
ما نخلص إليه إجمالا هو انه من خلال الارتباط بالأرض ومحيطها البيئي وبناء على التوارث والتناقل راكمت الثقافة الشعبية الشفهية عصارة تجارب ومهارات الفلاح في بلاد اجبالة وقدراته اللغوية على صياغة هذه التجارب والمهارات على شكل حكم وأمثال شعبية سهلة الاستثمار والتوظيف كما يمكن القول أن هذه التقسيمات للشهور تعبر عن وجه كل فصل فلاحي ومميزاته الطبيعية والإنتاجية وكما هو الحال في المناطق المغربية الأخرى كالأطلس الصغير فالحفلات الزراعية التي تقاوم تتويجا للمواسم الفلاحية تكسر روتين الحياة اليومية كما تطبع الانتقال من فترة إلى أخرى ومن دورة إلى أخرى وهي مناسبات يحتفل بها من حين لآخر حسب الأسر وحسب نسبة أهمية الفلاحة في حياة اجبالة.
إعداد :عبد العزيز بوليفة
Mona
Mona

Nombre de messages : 574
Date d'inscription : 09/10/2010

Revenir en haut Aller en bas

Hagouza, ansra, lyali et autres Empty العنصرة- ثاشعالث

Message par Mona Mer 13 Juin - 14:31

عندما نعاين شعوب العالم و هي تحيى تقاليدها و تحتفل بها دون انقطاع و نلاحط ما تضفيه هذه الاحتفالات على حياتها من فرح و معنى و ما تمنحه لثقافتها من قوة و حضور، نتذكر أنه كانت لنا تقاليدنا التي كنا نحتفل بها إلى عهد قريب و نحس بالحسرة على ضياعنا كما نستشعر حاجتنا الكبيرة للفرح الجماعي الذي سرق منا في غفلة أو يقظة. أحد هذه التقاليد التي لا زال البعض منا يتذكرها بالكثير من الحنين هي تقليد العنصرة الذي يحل يو م السابع من يوليوز من كل سنة. فما هو هذا التقليد؟ ما هي دلالاته؟ و كيف كان يحتفل به؟

الاسم و المكان:

هذا التقليد يحتفل به في جل بلدان شمال أفريقيا و يسمى في أغلبها بالعنصرة. في البعض الآخر، يسمى ب “ثاشعالث” من فعل الاشتعال. في الغالب، كلمة ثعانصارث هي من أصل عربي “العنصرة”. لا أحد يعلم بالتدقيق معناها عدا عن تأويلات مختلفة بعضها مبني على الأساطير. استفساري عن هذا التقليد و دلالاته يعودان لسنوات التسعينات. شمل الاستفسار ست نساء و رجلين من مناطق الرواضي، تلايوسف، ازمورن و ادسوليين ، كلها مناطق تنتمي لقبيلة ابقوين حيث لا تزال ذكرى هذا التقليد حاضرة بقوة بل لازال البعض يحييه. حول دلالة الاسم، حصلت على تفسيرين: – عيشة البوتزاغتي البالغة من العمر عند استفسارها 90 سنة أفادت أن الاسم أتى من فعل “اعنصر” بالأمازيغية الذي يعني النضج إحالة على نضج بعض الفواكه في تلك الفترة. – عمر أقندوش متوفى، كان عمره عند استفساره 80 سنة أفاد أن كلمة العنصرة أصلها عربي و هي تعني عين سارة و تشير إلى أسطورة مفادها أن امرأة تعتنق الديانة اليهودية اسمها سارة كانت ثاقبة البصر و قد أوصيت من قبل قومها بمراقبة قدوم العدو للبلدة لكنها خانت القوم و لم تقم بواجبها و تم إحراقها كعقاب لها. يعتقد أن إشعال النيران هو بمثابة إحياء لهذه المحرقة. تبقى هذه مجرد تأويلات تحتاج إلى الدراسة و التمحيص. لكن مهما يكن فما يهم في الأمر هو أن تقليد ثعانصارت تقليد تم إحياؤه في العديد من المناطق الأمازيغية و ليس بمنطقة معينة فقط. و هذا يعني أنه تقليد أمازيغي متوسطي تم توارثه و احترامه لقرون و شكل جزءا من حياة الإنسان الأمازيغي. تؤكد ذلك من جهة الدراسات و الأبحاث التي أجريت في هذا المجال و من جهة ثانية ، شهادات الساكنة التي تتذكر بشكل جيد هذا الاحتفال في جل ربوع تامزغا. جرد بسيط لعناوين بعض الكتب كفيل بالتدليل على ذلك: – “المجتمع المسلم في المغرب، السحر و الدين في شمال أفريقيا” لإدموند دوتي، كتاب يتحدث عن الطقوس المرتبطة بمعتقدات سكان شمال أفريقيا القديمة و من بينها الطقوس الممارسة في حفل العنصرة. – “العنصرة، نيران و طقوس انقلاب شمس الصيف في بلاد البربر” ألبير بيل. – ” أسماء و طقوس نيران الفرح لدى بربرالأطلس المتوسط و الكبير” لإميل لاؤوست. – ” أبواب السنة، طقوس و رموز. موقع الجزائر في التقاليد المتوسطية”. جان سيرفيي.

أبعاد و دلالات تقليد ثعانصارث:

منحت لطقوس العنصرة العديد من القراءات حول أبعادها و دلالاتها، هذه فقط بعضها. – أنه تقليد مرتبط بمعتقدات الإنسان الأمازيغي حول الأرض و الطبيعة و علاقته بهما . يقول دوتي في هذا الصدد: “هذه الحفلة […] مرتبطة بالتصورات القديمة للإنسانية حول سيرورة الأشياء الطبيعية” [1] . تصور مبني على احترام كبير للطبيعة و إبرام عقد غير معلن معها قائم على العطاء المتبادل. ينتج عن ذلك أن تعامل الناس مع الطبيعة لايتم دون طقوس. – احتفالات الأمازيغ قبل الدينية هي بشكل عام مرتبطة بفصول السنة. الانتقال من فصل لآخر لايتم في صمت بل يتم عبر طقوس معينة لاعتبار الاتتقال من فصل لآخر حدث هام لابد من الوقوف عنده و استجداء و سائل تحقيق مرور مرن و استرضاء مستقبل جيد. تأتي العنصرة في فترة الانقلاب الشمسي في الصيف و هذا الحدث يعتبر بمثابة بوابة تدخل الناس إلى فصل جديد هو فصل الصيف. كما يعتبر انقلاب الشمس في شهر دجنبر بمثالة بوابة تدخل الناس لفصل الشتاء. من هنا تسمية جان سيرفيى لاحتفالات يناير و العنصرة بمثابة بوابتي السنة في كتاب ” أبواب السنة، طقوس و رموز. موقع الجزائر في التقاليد المتوسطية”. – هذه الطقوس تأتي أيضا للإعلان عن انتهاء موسم فلاحي أو بداية موسم آخر. فثعانصارث تعلن عن قرب انتهاء موسم الحصاد و جمع محصول الأرض و هي بذلك تنتمي للجدول الفلاحي المعتمد عليه لحد الآن في التقويم من طرف ساكنة البوادي بشمال أفريقيا. سيرفيي يشرح لنا في كتابه هذا كيف أن كل فصل له أشغاله و تخوفاته و أن الفلاحين يحيطون هذه الأشغال بحركات رمزية من شأنها تسهيل مرور تلك الأشغال في سلام. (سيرفيي، 1966) نستنتج من هذا أننا بصدد تقليد سابق عن الديانات السماوية رغم أن هذه الأخيرة عملت على إدماج بعض هذه الطقوس في حفلات ذات طابع ديني كما هو الحال بالنسبة لعاشوراء و عيد الأضحى في شمال أفريقيا أو أضفت على الحفل بأكمله طابعا دينيا كما حدث للمسيحية مع حفل سان جان. ربما كان في الأصل طقسا شمسيا يحيل لعبادة الشمس، لكنه مع مرور الوقت اتخذ أبعادا أخرى مرتبطة أكثر بالأرض و فصول السنة. من المعروف أن طقوس الماء و النار تقام خلال فترات متعددة من السنة (يناير، عاشوراء، عيد الأضحى، …) و هذا حسب إميل لاووست ربما يدل على أن طقس النار لم يحافظ على دلالته البدائية.

.[2] كيف يحتفل بثعانصارث؟ هناك ثلاث عناصررئيسة تؤثث فضاء هذا التقليد الأمازيغي العريق: الماء و النار و الدخان وفق طقوس التطهير، الوقاية و الاسترضاء. – الماء: للماء في ثعانصارث قيمة كبرى لدى الناس فهو يمتلك قوة تطهيرية و استشفائية. لذلك يحرص الناس في هذا اليوم غلى الاغتسال بأي وسلة أتيحت لهم: في البحر، في الأنهار أو في السواقي و العيون. لكن يعطي للمياه الجوفية قيمة أكبر لأنها آتية من رحم الأرض.(دوتي، 1909). ماء ثعانصارث ماء مطهرة من كل ما هو سيئ. المرض، سوء الحظ، الشر، الخ. تحكي محجوبة أنهن كن يفقن في الصباح الباكر، يصطحبن الأطفال و البهائم و يذهبن للاغتسال في البحر. و أوردت حبيبة أوطاح خاصية أخرى للماء و هي إزالة الخوف: “أمان ن ثعانصارث تكسن ثوذايث” . عادة الاغتسال هذه ذكرها القديس أغوستين عن أمازيغ زوارة بليبيا خلال احتفالهم بأووسو و هو احتفال شبيه في طقس الماء هذا بثعانصارث رغم الاختلاف في التوتيق الزمني للحفلتين. يتساءل لويس و سيرا في دراسة لهما لتقليد أووسو إذا لم يكن هذا الأخير هو نفسه تقليد العنصرة و قد انتقل زمنيا بفعل ارتفاع درجة الحرارة في فترة ما يعرف بالصمايم.[3] – النار: من عادة الناس في هذا اليوم إشعال النيران في كل مكان سواء كان ذلك في البوادي أو في المدن. في كل زاوية و ساحة و حتى في البيادر. نار يقوم الناس بالقفز حولها طلبا للوقاية من كل عوادي الزمن. في بعض بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، يلقي الناس بهذه النيران بكل ما يرمز بالنسبة لهم لسوء و يعبرون في الوقت ذاته عن متمنياتهم و هم يشاهدون السوء يحترق. أورد لاووست أن أهل ايدا أزدوت بدورهم يقومون بهذه هذه العملية برمي حجر في النار قائلين “غيفل كيم كولو ما ايترتن“. و يشرح لنا أيضا ما يقوم به سكان نتيفة في يوم ثعانصارث قائلا: “تشعل النيران على بعد خطوات من عتبة المنزل و لا تتجاوز طول رجل، يتم إطعامها بخشب العناب الجاف [..].يقوم الرجال بالقفز فوق النار ثلاث مرات قائلين – أنا أقفز هذه النار كما سأقفز نار السنة القادمة- أما النساء و الرجال و الشيوخ فيعبرونها عندما ينخفض ارتفاعها. تعبر النساء النار و هن يحملن أطفالهن بين ذراعيهن“[4]. كتلة النار هذه تسمى بالريف “ثافكيرث”[5] وهي كلمة آتية من اللاتينة[6] ، تم تداولها أيضا عند أمازيغ زمور حسب لاووست (لاووست، 1921). – الدخان: يقوم الناس أيضا في هذا اليوم باستعمال الدخان للاستشفاء و استرضاء الخير. سواء كان دخان النيران التي أشعلوها باستعمال الخشب كحطب أو الدخان الناتج عن إشعال الأعشاب المتوفرة في تلك الفترة و تبخير الأشجار و البهائم بها.” يعرض الناس أنفسهم للدخان و بعرضون لها بشكل خاص الأطفال، يدفعون بها نحو البساتين و المحاصيل و يقفزون حولها“[7] . حتى رماد النيران يتم التبرك به في مثل هذا اليوم، يخبرنا إدموند دوتي أن أهل الريف كانوا يطلون به ناصية الشعر التي كانوا يتركونها خلف الرأس.[8]. السيدة حبيبة أوطاح و الأخت ياسمين سمية بن السي علي (نقلا عن جدها) أكدتا هذه الممارسة المتعلقة بدخان الأعشاب. تقول ياسمين. “حكى لي جدي أنهم كانوا يشعلون النار في أعشاب الموسم و يستنشقون رحيقها و دخانها ملأ صدورهم كي يشفوا من جميع الأمراض و بحثا عن البركة“. يحدثنا لاووست عن تقليد الدخان قائلا: ” أهل زمور بالخميسات يسمون نار انقلاب الشمس ب تاشعالت، يحضرونها في زريبة الخرفان. يشعلونها عند المغيب و يطعمونها بخشب العناب، قضبان البروق، الفحم و النباتات البلسمية وفق عملية سائدة في كل شمال أفريقيا. الرعاة يقومون بتمرير خرفانهم حول الدخان. فهناك بالفعل بركة في الدخان. الناس المصابون بمرض العيون يعرضون أعينهم لهذا الدخان على أمل شفاء مرضهم“[9]. الأكلة المستهلكة خلا ل هذا اليوم في بدورها أكلة لها دلالتها إذ أنها متكونة من محصول السنة من حبوب “الأكلة الأولى من هذا المحصول” و قطاني مطبوخة في الماء، تسمى في الريف امشياخ أو ايمشيخن. و هي عادة سائدة في جل مناطق شمال إفريقيا. ربما العديد منا قد لاحظ الطريقة الغريبة التي يتذوق بها آباؤنا و أمهاتنا في ما يشبه الطقوس الفواكه الموسمية لأول مرة بالبسملة ومتمنيات الصحة و العافية “بسمي الله آن قاس ثونضيث ن جذيذ” . هذا يدل على أن علاقة الإنسان الأمازيغي بالأرض علاقة مميزة، هو عارف بقيمة ما تعطيه و لايستهين به أبدا بل يخاف فقدانه. يقول سيرفيي في هذا الصدد ” أطعمة الحياة اليومية ليست عنصرا سلبيا في دورة الحياة، إنها بمثابة مدلولات” لذلك يضيف أن لكل طقس متعلق بالحياة الفلاحية أكلاته الخاصة[10] يلخص دوتي دلالات هذه الطقوس في قوله. ” تصبح النار وسيلة للتواصل بين الشمس النافعة، الإنسان و المنتوج الفلاحي. لضمان استمرار هذا التواصل، يتعمد الإنسان استهلاك قسط من المنتوج الجديد و يدخل بذلك في تواصل حميمي مع النبات“[11]. و بصدد الحديث عن النبات تعد ثعانصارث مناسبة جيدة لتلقيح الأشجار كشجر التين “أسيكر ن الدوكار” و يعزز التلقيح برشها بتراب الأرض . أورد السيد عمر أقندوش دعاءا كانوا يقولونه بالمناسبة “اللهم صلي على سيدنا المختار، تراب العنصرة خير من الذكر“. عدا عن هذه الأبعاد المرتبطة بمعتقدات شعبية فإن الناس يستغلون هذه المناسبة لإضفاء أجواء الفرح الجماعي على حياتهم. ليس عبثا تسمية إميل لاؤوست لنيران ثعانصارث بنيران الفرح حيث يقول: ” حافظ برابرة المغرب على العادة القديمة المتمثلة في إشعال نيران الفرح و التي هي مماثلة للنيران المسماة بنيران سان جان التي لازال فلاحوا فرنسا و أوروبا يشعلونها بمناسبة انقلاب شمس الصيف“[12]. ما يميزها أنها تتم بشكل جماعي يحوم حولها الساكنة قفزا و فرحا و رقصا، يرافق ذلك عادات أخرى كإحراق عظم المشماش في جمر النار و تحويلها لكحل تزين به البنات عيونهن طلبا للشفاء و لحسن الحظ. خدوج التي تنتمي لجماعة الرواضي أخبرتنى أن شابات القرية في المساء و بعد الانتهاء من قفز النيران يلجأن لمنزل أحد أرامل القرية و يحيين معها أمسية الحفل لإضفاء البهجة على قلبها.

خاتمة:
هذا التقليد و غيره اختفى من محيطنا الثقافي الشعبي لعدة أسباب بعضها متعلق بالاستلاب الذي تعرضنا له على يد و سائل الإعلام عبر هيمنة و تأثير قتوات الإعلام على حياتنا، بعضها متعلق بحملة مضادة لمثل هذه التقاليد بدعوى أنها تعد شركا بالله في حين أنها مورست دائما من طرف نساء و رجال مؤمنين و مؤمنات لا يبتغون من و رائها سوى الخير و الفرح. كانت مهمة إشعال النار في العديد من المناطق تسند لطلاب العلوم الدينية و يشرف عليها فقيه القرية لمكانة هؤلاء بين الناس. كما أنها لم تساهم في إبعاد الناس عن دينهم أوفي زعزعة إيمانهم و بعضها مرتبط بالتهميش العام الذي طال التعبيراث الثقافية و الهوياتية للأمازيغ. عدم الاعتراف الطويل باللغة و الثقافة الأمازيغييتين أنتج إهمال هذه التقاليد و عرضها للاندثار. مع ذلك فبوسع أصحاب هذا الإرث الثقافي إحياءه من جدبد كما حصل و لو بشكل نسبي و عصري مع احتفالات رأس السنة الأمازيغية. شعوب العالم المتقدمة لازالت تحتفظ و تعتز بتقاليدها القديمة، عنوان عراقتها الحضارية و قوتها. لا ترى في ذلك تخلفا بل و تلجأ لتقاليد الشعوب الأخرى لإغناء مشهدها الثقافي و نحن نمتلك تراثا غنيا كان في الأمس القريب حاضرا بيننا و تخلينا عنه.

أسماء أوطاح /

https://www.nadorcity.com/%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A3%D9%88%D8%B7%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%BA%D9%8A-%D8%AB%D9%92%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D8%AB%E2%80%8E_a41101.html
Mona
Mona

Nombre de messages : 574
Date d'inscription : 09/10/2010

Revenir en haut Aller en bas

Hagouza, ansra, lyali et autres Empty NOMS ET CEREMONIES DES FEUX DE JOIE CHEZ LES BERBÈRES DU HA

Message par Mona Mer 13 Juin - 14:37

NOMS ET CEREMONIES DES FEUX DE JOIE
CHEZ LES BERBÈRES DU HAIT ET DE L'ANTI-ATLAS
pour la découverte du sujet en français, je vous dirige vers ce lien:

http://archive.org/stream/hesprisarchive01raba/hesprisarchive01raba_djvu.txt
Mona
Mona

Nombre de messages : 574
Date d'inscription : 09/10/2010

Revenir en haut Aller en bas

Hagouza, ansra, lyali et autres Empty Re: Hagouza, ansra, lyali et autres

Message par Contenu sponsorisé


Contenu sponsorisé


Revenir en haut Aller en bas

Revenir en haut

- Sujets similaires

 
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum