سؤال الكتابة في سوريا مع الشاعر شاهر خضرة

فيما يلي حوار شيق مع الشاعر السوري شاهر خضرة يتساءل فيه:
"ما مبرر وجود الاتحادات وما جدوى الانتساب إليها؟"
و يصرخ:
" أدعو اخواني الكتاب والشعراء الذين إما لم ينتسبوا للإتحادات بعد أو الذين طردوا أو انسحبوا منها أن يشكلوا رابطة تربطهم تسمى رابطة الكتاب الغرباء ويكون مقرها في منطقة محايدة جغرافيا وشعارها البومة لعلّها تدلنا على الخراب الماضي والخراب القادم أيضاً."


*ما الشعر في عرف شاهر خضرة ؟
الشعر في عرفي ليس هذيانا وفرفطة كلام لا رأس له ولا ذنَب، لنظن أنّ من يكتب بذاكرة اللقْوَطة صورة من هنا وصورة من هناك شاعرا . . فلو جلسنا مع ذكي يتعاطى الحشيش مثلا لسمعنا منه هذيانا وخزعبلات سيريالية فنكرّسه بعدها شاعرا رامبويّا عظيما . . لأنني أقرا أحيانا مثل هذه النصوص المصورنة التي يكتبها بعض الأشخاص ولعجزهم عن ربطها العضوي الوحدوي فيتركونها هكذا وكأنها ابتكار شعري حديث وحجتهم أنها ذات وحدة داخلية من حيث الشعر ولها صفة حداثية لا يعطونا أية مفاتح لفهم تركيبتها وهؤلاء وأنا أعرف كثيرا منهم وأحكي لكم أن واحدا ولما حاصرته مرة اعترف لي كيف أنه يجمع بين يديه عشرات القصائد ويأخذ من هذه صورة (ولكنه يصيغها صياغة أخرى ليمحو هويتها الأصلية) ومن تلك صورة ومن أخرى صورة وهكذا حتى يجمع عدة صفحات من الصور الشعرية التي كما أسلفت يعيد صياغتها بتغيير كلماتها ومن يصف هذه الصور محاولا تقريبها وربطها أو تركها مفككة لا رابط بينها بدعوى الحداثة في قصيدة النثر ومن ثم يطلع علينا بقصيدة لا يسطتيع معرفة وسطها من بدايتها ومن نهايتها أي قارئ مهما كان مطلعا لنسلّم فيما بعد لهذا المصوراتي أنه ابتكر خطّاً في قصيدة النثر وعلينا بعدها أن نقف مبهورين أمام قصاصاته وجمعه المبتكر . وآخر ذاكرته ذاكرة قوية وحادة كان يقرأ ويعصر ذاكرته ويصف كلاما لنا وكأنه مبتكر له ويسرني أن أذكر نكتة فعلها حقيقة أحد الصحافيين الكوميديين في سوريا أن جمع قصاصات من صفحات الجرائد الأدبية والفنية السورية وصفّفها تحت بعضها صفّا أخذت شكل قصيدة النثر الحديثة ولم يضع اسم الشاعر قائلا اكتشفنا تجربة شعرية شابة ونرجو أخذ الرأي من الشعراء والنقاد حول هذه القصيدة واستمرت المباريات النقدية والقرائية والتحليلية والبنيوية والتشريحية وإلى ما هنالك من مذاهب واستعراضات فنية ومعرفية حتى صارت قصيدة العصر وطبعا لم يتورط كل الشعراء في إدلاء دلوهم فمنهم من تحفّظ ولكن جميع من أدلوا بدلائهم تورطوا في عرض التهويم والاجتهاد إلى أن فضح الصحفي لعبته قائلا لهم كيف أنه جمعها وأورد مصادر القصاصات بما هو أطول من القصيدة وعمت فضيحة تدل على هزالة معظم ما تحتويه الساحة الأدبية من زيف وأرجو أن لا يُفهم من هذا أنني أتكلم كلام حاقد تجاه بلدي ولكن إيماني الحقيقي أن الشعر لا ينظر إليه على مبدأ : وما أنا إلا من غويّةَ إن غوتْ غويتُ وإن ترشد غويّةُ أرشدِ
إن الشعراء في كل لغات العالم بعد أن سرت موضة في لغاتهم الأوربية خاصة وجرّبوا ما شاء لهم التجريب عادوا تقريبا جلّهم إن لم يكن جميعهم عن هذه الموديلات الشعرية (وليعذرني من سيغضب أن في الغرب لم تكن هكذا جزافا بل كانت ابنة واقع مجتمعاتهم وظروفها بعد الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية والتمزق النفسي والوجودي الذي وصلوا إليه وصولا إلى ما بعد الحداثة ) أما عندنا من الشعراء العرب فهناك من قلّد تلك النماذج ودعا إليها ولكن بعد أن ثبتت أقدام هؤلاء في الشعر تراجعوا أو تنصّلوا وعادوا لكتابة الشعر الذي يُعنى بالبشر وحياة المجتمع بدء من الذاتية التي ليست ذاتية تخص شخصا بعينه بل الذاتية التي تضيء الفرد ككيان بقدر ما هو مستقل في ذاته بقدر ما هو فاعل في حركة المجتمع دون أن يعني ذلك انتماء سياسيا بل انتماء قدريا لا خيار للمرء فيه كمن لا يختار والديه . عاد الشعر الحقيقي لدائرة المعنى ولا أعني هنا المعنى الذي يجب أن يكون مألوفا للقارئ وقد اعتاده على مدى قرون بل المعنى الذي يدرك بحاسية جديدة كما القصيدة الحديثة تماما في غائيتها وبنيتها كصورة عن صراعات يعيشها الشاعر أو مجتمعه أيضا.
ما يقول شاهر خضرة في مفهوم اسطرة الواقع و واقع الاسطورة في الشعر؟

نوفرة شامية هنالك مفهوم أدبي ( شعري ) انتشر خلال القرن العشرين في العالم العربي هو الاتكاء على الأساطير التاريخية والتراث الإنساني بشكل عام وكان قد بدأه الأوربيون منذ عصر النهضة كبعث جديد لهذه الأساطير وباستدعاء الشخصيات التراثية لإسقاطه على الواقع وما إلى ذلك مما أبحر فيه الأدباء ومنه العهد القديم ( كتاب التوراة ) . وكون العالم العربي غنيا جدا في هذه الأساطير وخاصة بعد المكتشفات الأثرية التي قام بها الغرب بفعل وجود الاستعمار في الوطن العربي وما قبله في القرنين المنصرمين حيث تم اكتشاف مخطوطات ورقم في بلاد ما بين النهرين وفي حوض الفرات الأعلى من الجزيرة السورية والتي كان باكتشافها ثروات عظيمة للفكر الإنساني والأدب والتاريخ ومنها تبين كميات التزوير التاريخي لطمس حقائق تاريخية في بلاد ما بين النهرين وسورية الطبيعية لأن كاتب التاريخ في العصور القديمة لم يكن من شعوبها بل كان إما من الإغريق أو من الرومان وعادة الأمم المنتصرة هي التي تكتب التاريخ ، وبمزيد من الفتوحات والكوارث على بلاد الهلال الخصيب أنهكت الشعوب التي تسكنه وتراجعت حضارته وطمس تحت الردم جراء الحروب كثير من كنوز الفكر والأدب ، ولكن كما قلت بفضل الاكتشافات الحديثة وظهور جزء من تلك الروائع أعاد الرِؤية للفكر وبخاصة الفكر الغربي الذي اعترف أن أصول الفلسفة الإغريقية كانت من تلك البلاد وكذلك الملاحم الأسطورية فملحمة ( جلجاميش ) بما فيها قصة الطوفان وملاحم شعرية أساطيرية أخرى في (القطر العراقي ) مثلا سبقت ملاحم الإغريق بقرون وملحمة ( طافون ) المكتشفة في مدينة ( أوغاريت ) ( رأس شمرا حاليا قرب اللاذقية في القطر السوري ) أيضا تصل إلى ثلاثة آلاف وثلاثمائة عام . وأسوق هذا ليس عن هوى ولا عن تعصب ولا لليّ عنق التاريخ لجعله موظفا لاتجاه سياسي بل هي الحقائق التي لم يكن لنا فضل نحن شعوب تلك المنطقة في اكتشافها ، فإذا كانت هذه هي الحقيقة فعلينا الأخذ بها والإيمان بأننا من أمة كان لها هذه المقاصد النفسية العظيمة وكان فيها من العلم ومن الفن ومن الفلسفة في ماضيها المجيد ما نفتخر بها بين الأمم ولا نتخذه بشوفينية أنه يجعلنا فوق الأمم كما اتخذ منه البعض في شعوبنا العربية كدليل لدعوات الانعزال عن المحيط في بيئة الهلال الخصيب وعن سياق الحياة في العالم العربي كدعوة اللبننة والفرعنة غيرها من دعوات انعزالية . وإن الناظر الحكيم في الغرب بعد هذه الاكتشافات وجد نفسه بين أن يبقى على إيمانه الأعمى بالعهد القديم ( التوراة وتوابعه ) وبين أن يتخلى عن هذا الإيمان في ألواح وكتابات العهد القديم عندما وجد أن كثيرا كثيرا من قصص ومعتقدات وشرائع وأشعار يزخر بها الكتاب المقدّس سرقت بكاملها من آداب وشرائع الحضارة في بلاد الهلال الخصيب ( شرقيه وغربيه ) وخاصة للسبق التاريخي لشعوبنا وحضارتنا على كتابة التوراة بمئات وربما بأكثر من ألف سنة ، فما عاد للمفكرين والمكتشفين العادلين سوى أن ينشروا نتائج أبحاثهم وما وصلوا إليه من أدلة مادية ولو أدى ذلك إلى مخالفة الإيمان بالعهد القديم ككتاب مقدّس ، ولكن (يهود) الصهيونية بقوتها المادية والإعلامية ما فتئت تحاول شراء النفوس الضعيفة وتحاول أن تقوم بسياسة الترهيب وبالرشوة لإثبات غير الحقائق التاريخية لتأتي مصدّقة للكتاب المقدّس ( التوراة ) إلا أن الضمائر الحية والنفوس الشريفة لأكثر علماء التنقيب أبت أن تكون رخيصة وظلت مخلصة لوجه الحق بأدلته المادية الملموسة ، وإن استطاعت المنظمات الصهيونية أن تستميل أو تستغل القلة القليلة من هؤلاء ، فلم يكن لنا الفضل في تكذيبهم ولا في فضح نواياهم بل الفضل كان للشرفاء من العلماء الغربيين أنفسهم ، ولنا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي خير دليل على سعي الصهيونية ومحاولاتها الكبيرة التي باءت بالفشل مع رئيس البعثة الإيطالية البروفسور باولو ماتييه العالم الأثري الإيطالي الذي اكتشف مدينة ( إيبلا ) السورية الواقعة على تل مرديخ حاليا بالقرب من مدينة حلب وكان قد وجد في مكتبة المدينة أكثر من خمسة عشر ألف كتاب ، رقيم طيني ، ما بين نظم وتشريعات وفكر ديني وسياسي وأشعار وأغاني وعند اكتشافها صرّح بأن فك رموز تلك اللغة الإيبلائية يحتاج لأكثر من خمس عشرة سنة ، وهنا كان دور الصهاينة بأن يحاولوا مع العالم الإيطالي بأن يدس ما يثبت حقهم التاريخي في ما بين وادي النيل والفرات وأكثر من ذلك أن لا ينشر ما يثبت سرقات كتبة التوراة بكل أسفاره مما احتوته تلك الرقم المكتشفة في مكتبة مدينة إيبلا ، ولكن باءت كل محاولاتهم بالفشل وأصدر مجلة إيطالية أسماها ( إيبلا ) وبدأ ينشر فيها بشكل دوري كل ما توصل إليه بأمانة لا يحملها إلا ذو نفس عظيمة . ورغم هذا الاستطراد الطويل الذي قمت به لابد من من عود على بدء وهو استخدام الأدباء ( الشعراء خاصة ) تلك الأساطير وتوظيفها بمنجزاتهم الشعرية ومن استخدم ذلك بوعي الانتماء النظيف ومن سقط عن غفلة في خدمة التزوير أو عن قصد لخدمة أعداء هذه الأمة من خلال تمجيد تزويرهم وإشغال موهبته وقدح قريحته بما يخدم أهداف من تقوم أفكارهم وإيماناتهم وحروبهم وكل إمكانياتهم على محو وجودنا ليكون وجودهم ، بدل من أن ينهل من الأصل لتلك الأساطير والملاحم والأشعار راح باسم حرية فردية يكرّس حق سرقة كنوزنا فيها و . . . . ولدينا أمثلة من سقطات الشعراء محاباة لدعاوي الحصول على لقب شاعر موسوعي منفتح إنساني أو كوني وما إلى ذلك ...

كيف ترى واقع الثقافة السورية عموما في ظل راهن المجتمعات العربية ؟

دأب الوسط الثقافي العربي كحاله السياسية على الإنشقاقات واللاتوافق وكما تتعدد مطامع السياسة كذلك تتعدد وتتشعب مصالح أهل الوسط الثقافي، وأمراض السياسة خطيرة وقد تودي بأوطان في مهب الرياح.
هذه المقارنة مدخل للحديث عن الحياة الثقافية في عالمنا العربي وهو ما يهمنا وكوني أرى أن الثقافة في حياتنا العربية في كل أحوالها هي تابع للسياسي، إنْ موالاة وإنْ معارضة عكس ما يجب أن يكون وذلك لضعف السلطة الثقافية في المجتمعات العربية.
هل تؤمن بدور اتحادات الكتاب العرب ؟

من استعراض بسيط لحالة اتحادات الكتاب في كل الدول العربية نرى أن قيادات هذه الاتحادات مرتبطة بالنظام السياسي لكل بلد وتدير الثقافة وفقا لرغباته فتقصي وتدني حسبما تريد هذه الأنظمة فلم نسمع حتى يومنا هذا أن اتحادا عربيا وقف مناهضا لسياسة حكومة ما في موقف يتعلق بمصير الوطن أو مصير الثقافة ككل ولم نسمع وهو أضعف الإيمان عن اتحاد اتخذ موقفا حقيقيا من اعتقال كاتب أو شاعر أو معارض يتخذ من الفكر الكتابي طريقا فالسجون العربية شهدت دائما اعتقالات من هذا النوع ومن هؤلاء من أمضوا عقدا أو عقدين في معتقلات الأنظمة وهذه الهيئات الثقافية لا تحرك ساكنا ويمكن مثلا أن تطالب هيئات ثقافية من بلد غير البلد المعتقل فيه الكاتب وتندرج كلها تحت مسمى واحد من الاستعراضات الثقافية والمهرجانية وتوقيع العرائض التي لا تسمن المعتقل ولا تغني أسرته من جوع فلذلك يبرز السؤال هنا ما مبرر وجود مثل هذه الاتحادات وما جدوى الانتساب إليها أهي لمجرد بطاقة العضوية التي يمكن أن يستفاد منها في مكاتب الطيران وحجوزات الفنادق أم لنيل المساعدة في نشر كتاب والكتاب أصلا يجب أن يخضع لمقاييس السلطة السياسية وتابعتها السلطة الثقافية تلك هي الحالة المزرية التي أوصلتنا إليها قيادات الإتحادات في الدول العربية فكم سمعنا عن طرد كاتب وفصل شاعر وحرمان آخر من كافة حقوق تداول كتبه ومنع آخر من النشر بأية وسيلة إعلامية وأقولها بكل وضوح فهي إما تحصل بتوجيهات أجهزة الأمن أو بالتنسيق الكامل بين اتحاد الكتاب وأجهزة الأمن ولنا في عهد علي عقلة عرسان خير مثال على وضع الإتحاد في سورية وليس في باقي الدول العربية الحال بأفضل منه في سورية .قد كنت أظن أن الحالة في سورية هي حالة العقلية البعثية ولكن شاءت الظروف وعرفت رؤساء اتحادات عربية أخرى عن قرب وفوجئت حقا إذ أن العقلية نفس العقلية وكأنها تنّين موزّع الرؤوس الجسد واحد والرؤوس متعددة ولكنها تمتح عقليتها من نهم واحد لحب السلطة وحب الإقصاء وحب الإلغاء والشجب والطرد وما عرفناه من قواميس الأنظمة الشمولية بعروبتها الأكثر تحجرا من وهّابية ابن لادن وفي قوة الدفع الأمريكي للمنطقة نحو ما يسمى الديموقراطية وخوف الحكومات من ذلك الدفع أفرجت بعض الحكومات عن التغيير فبتنا نشهد انتخابات جديدة في اتحادات الكتاب العربية وتغيير الطواقم القديمة التي استهلكت تماما بطواقم جديدة ولكن لا يمكن أن تكون هذه الطواقم من المؤثرين الحقيقيين في الثقافة بل تكون كالعادة من الموالين المهيئين لتنفيذ مآرب السلطات السياسية إنما بلبوس جديد من الثعلبة الثقافية وزيفها وأعجب أكثر ما أعجب لوجود أحيانا في تلك الهيئات كتابا مبدعين ويبررون بأن وجودهم أفضل من ترك الساحة لأولئك المزيفين في الثقافة والإبداع . ومن العجب العُجاب في اتحاد الكتاب في سورية مثلا أن يطرح تكريم المرحوم الكاتب المسرحي العالمي الكبير سعد الله ونّوس والشاعر الكبير المرحوم نزار قباني وهما لم يأبها مرة لهذا الاتحاد كونهما يعرفان علام قام وعلام تأسس. وسعد الله ونوس الذي كلنا يعرف أنه أمضى معظم عمره في الاتحاد محاربا من قبل علي عقلة عرسان شخصيا وفئويته البعثية وانتهى بالانسحاب من هذا الاتحاد احتجاجا على قرار السخرية: قرار طرد أدونيس من اتحاد الكتاب العرب .ومن السخرية الأكثر مرارة أن تدور في الكواليس كواليس الثقافة والإعلام واتحاد كتاب سورية مسألة تكريم المرحومين الذين لم يعد بمقدورهما رفض أو قبول هذا التكريم ولكن أن يطرح تكريم الشاعر السوري اللبناني العربي العالمي أدونيس فمسألة جد ساخرة .وهكذا كما ينشئون الخطابات الإرتجالية في أعراس الثقافات المهرجانية يستسهلون الأمر وكأن أدونيس نسي الإتهامات والتخوين والشتم وقرار طاقم علي عقلة عرسان بطرده من الإتحاد وحتى لو كان بمقدورهم فصله من العروبة واللغة العربية وحرمانه من زيارة ضيعته قصابين إحدى قرى جبلة السورية كما فعلت سابقا الحكومات الوطنية منذ منتصف الخمسينيات حتى السبعينيات لما قصّروا. ما شاء الله صح النوم هل نسي الإتحاد في سوريا أن الشاعر أدونيس مطرود من الاتحاد بقرار رسمي ؟ أما كان عليهم أن يلغوا القرار أولا ويعتذروا على الأقل من هذا الشاعر العالمي العظيم لا بل يدان القرار ويحاكم من فبركه ثم بعد ذلك يصار إلى لأم الجرح كلنا يعلم مدى ارتباط الشاعر أدونيس بدمشق وكلنا يعلم إنتماء أدونيس للغته وكلنا يعلم مدى أهمية وفاعلية هذا الشاعر المبتكر والأستاذ والمفكر والمبدع ، وما يعانيه من هذه العقليات الاتحادية القاصرة أقل بكثير من أن ترمش له جفنا إنما الحسرة كل الحسرة علينا نحن الذين ما نزال دون ريش إعلامي نطير به ودون سند من تلك الهيئات لا السابقة ولا حتى المتجددة بأثوابها ولهذا أدعو أخواني الكتاب والشعراء الذين إما لم ينتسبوا للإتحادات بعد أو الذين طردوا أو انسحبوا منها أن يشكلوا رابطة تربطهم تسمى رابطة الكتاب الغرباء ويكون مقرها في منطقة محايدة جغرافيا وشعارها البومة لعلّها تدلنا على الخراب الماضي والخراب القادم أيضاً.
*/*/*
اجرتِ الحوار: عزيزة رحموني/المغرب