joiedevie Forum de Aziza Rahmouni
Vous souhaitez réagir à ce message ? Créez un compte en quelques clics ou connectez-vous pour continuer.
-39%
Le deal à ne pas rater :
Pack Home Cinéma Magnat Monitor : Ampli DENON AVR-X2800H, Enceinte ...
1190 € 1950 €
Voir le deal

ابراهيم ابويه

Aller en bas

ابراهيم ابويه Empty ابراهيم ابويه

Message par Admin Dim 15 Juil - 14:46


ابراهيم ابويه


“نحن جزء من ثقافات وحضارات كثيرة ، وعلينا أن نفهم ذلك دون خلفيات ، فالخلفيات تقتل
الابداع وتحرمه من جوهر كينونته”

“لا ينبغي للكاتب أن يفكر في أنه مهمش !!إنه أشبه بالنبي ، فهو معرض للفتنة والقتل الروحي”

سواء سألت عن السفر الى الموت او عن ضجيج الذاكرة فالقصة القصيرة جدا تفتح لك بابهما جهة حدائق ابراهيم ابويه الذي يعجن الحلم بالوهم ليقدم للقارئ نصوصا مختزلة شديدة الومض…لنتابع الحوار التالي كي نكتشف بعضا من هذا القاص المتميز:

1) هل لنا من شذرات عن طفولتك؟
الطفولة بؤرة لكل شخصية كيفما كان نوعها. فيها تترسب كل الأحداث والقضايا والمواقف لتتأسس عليها شخصية الفرد بعد ذلك…الطفولة تتشكل مثل حجر بين يدي نحات ماهر، تأخذ أبعادها بجنون حتى أنك لا تتحكم في مسارها وأنت في ذروة التعقل والحكمة.
طفولتي عرفت مسارات كثيرة أجملها في غياب الأب الذي هاجر الى هولندا ، وفي سطوة الأم التي تحولت أدوارها في البيت وخارجه لتكتسب بعد ذلك سلوكا عدوانيا ناتجا عن الحرمان والمعاناة. كل ذلك انعكس على شخصيتي التي تعلمت حيلا وطرائق لتكون مناسبة لكل سياق.
2) من أين و كيف أصبت بمس الحروف؟
منذ صغري وأنا أحب قراءة القصص والروايات. كنت أجد فيها عوالم تكمل حلمي وتؤسس لرؤيتي المليئة بالأحداث .كنت أجد في الشخصيات ما ينقصني…كانت مادة الانشاء من أجمل المواد التي أتفوق فيها على الجميع ، لكني مع ذلك لم أفكر في الكتابة لأني كنت اعتبرها مدخلا صعب الولوج لما تحتاجه من تقنيات كنت الى وقت قريب احترمها وانسج على منوالها تجارب ذاتية فقط.
3) هل الكتابة تبدأ عند الإحساس بقلق إزاء حالة وجودية ام عند الرغبة في الكينونة بحد ذاتها ؟
الكتابة أزمة. هكذا أراها ، وهكذا أتصورها…نحن نعيش في عالم متعدد ، تملؤه التناقضات وتغلفه الأنساق المتنوعة ، لذلك كان لابد من إعادة تفكيكه من جديد وتحميله معرفة خاصة ورؤية ذاتية تضفي عليه ذلك القلق الدائم والنابع من تراكمات قديمة ترسبت في ثنايا الذات لتجعلها حاملة لثقافة تأبى الانصياع وتختلف في جوهرها عما يراه الآخرون.
الكتابة بالنسبة لي نقلة نحو عالم يفضح النسق الوهمي ويحاول تدميره من الداخل…هذا حلم ، لكنني أسعى الى نقل رؤيتي عبر القصة المتزحلقة التي تبحث عن المشترك الانساني الذي هو جوهر التفكير ومنبع الرؤى.
4) لمن و لماذا يحكي القاص انين قلمه و ابتسامات قلبه و نبض ذاته ؟
للحكاية متلقي مفترض، له نحكي وبه نستنجد . أحكي لأنني أحب ذلك. لكن حكايتي دائما ما تفرض علي أسلوبها ، لذلك فغالبا ما تخرج رموزا وطلاسم تحاول أن تحتوي أكبر قدر من المعنى القابل للتأويل في سياقات مختلفة …القصة بالنسبة لي قضية أخرى من قضايا الوجود، تحتويها اللغة كأسمى نسق قادر على نقل الأفكار والمواقف والرؤى ، لذلك كانت اللغة مركز اهتمامي ما دامت هي السبيل الى اخراج الحكاية في جبة لائقة وقادرة على الحياة.

5) هل سبق أن عرفت وجع الكتابة أم تأتيك الحروف طائعة و تحني لك الجمل هاماتها جذلى لتنتظم عقدا في عنق قلمك ؟
بصراحة ، تأتي الجمل وكأنها خرجت من مكان مجهول …عادة ما أكتب وأنا في حالة من الغضب الشديد ،أو تحملني فكرة ما الى سياق مفترض يجمع عددا من الأحداث التي يمكن اختزالها داخل متوالية واحدة قابلة للتفكيك. لا أكتب لأكون كاتبا مشهورا أو حتى قاصا يبحث له عن شهرة مفترضة. أكتب لأني اعتبر الكتابة خرجا لما تضمره الذات من صور متداخلة كأحلام لا بداية لها ولا نهاية.
6) هل يستطيع المثقف ان يصهر العالم الخارجي والمحيط في داخله ؟
نعم يستطيع ذلك طبعا. يبقى الأهم هو ماذا يصهر وكيف ؟ كلمة مثقف لا تشمل الجميع ، لذلك كان من المهم أن نناضل من أجل الجماعة التي هي الانسان. نحن جزء من ثقافات وحضارات كثيرة ، وعلينا أن نفهم ذلك دون خلفيات ، فالخلفيات تقتل الابداع وتحرمه من جوهر كينونته ، وهذا ينطبق على كثير ممن يعتقدون أن بإمكانهم خلق المتعة عند المتلقي. الكاتب لا ينقل لنا ما يدور في محيطه ، بل ما يشعر به هو اتجاه المحيط ، أي تأويله للمحيط. وهذا للأسف غائب عن ثقافتنا ، لأن الثقافة والإبداع هي اسئلة حقيقية وأزمة دائمة تلغي كل اعتزاز بالنفس أو أي مقاربة تدخل ضمن سياق السلطة كرمز من رموز النظام بمفهومه الفلسفي وليس المادي.
7) كيف له ان يكون عضوا فاعلا في خدمة الوطن متحديا الهامشية و منزها عن التعالي. ؟
ليس من مهام المبدع أن يكون عضوا فاعلا في أية مؤسسة أو أي اتجاه فكري أو نسق دائري يحكم تصوراته ويقيدها . المبدع كائن يعيش عالمه الخاص ، إن من مهامه نقد القيم السائدة وتحليلها وتقديم صورة سيئة عنها. المبدع لا يخدم الوطن باعتباره جغرافيا وهوية وثقافة وقيم واخلاق…بل إن وطنه هو ذاته التي ينطلق منها ليؤسس لعوالم حكائية تفسر التناقضات وتضعها على مائدة النقد لتكون مجالا للفهم والتأويل. حكمته في ذلك هي تراكماته ومعرفته ولغته وأسلوبه وشخصيته ومواقفه.
لا ينبغي للكاتب أن يفكر في أنه مهمش !!إنه أشبه بالنبي ، فهو معرض للفتنة والقتل الروحي ، مستهدف من قوى الشر التي تحكم العالم ، ومشرد في محيطه… أعجب للكتاب الذين يبحثون لهم عن دائرة الضوء وكأنهم تجار يسوقون بضاعتهم في كل مكان غير مراعين لما لهم من أدوار سامية تنزههم عن الأفعال والأقوال التي تلغي صفة المبدعين عنهم شاءوا أم أبوا…الكاتب المتعالي لا يستطيع فهم ذاته ، فكيف سيقدم بلسما للآخرين ؟
8) ما تعريفك للزمن ؟ و هل هذا الزمن يكون في صالح المبدع ام قد يكون ضده؟
ليس هناك زمن واحد موحد…هناك أزمنة تتعايش بقوة الوجود الذي يحكمها. الزمن الكرونولوجي بالنسبة لي تحكمه قوانين صارمة ، والزمن البيولوجي الذي يحكمنا هو الذي سغير مسارات تفكيرنا كلما اشتدت الأزمات وتقدم العمر. زمن المبدع غير محدود ، إنه زمن مطلق يتداخل فيه الماضي والحاضر والمستقبل. فالقصة مثلا لا تقع داخل الزمن الذي نعرفه ، بل هي خليط من كل الأزمنة ، لأنها تمتح من كل الثقافات وتشكلها داخل زمن واحد هو زمن الكتابة التي ستعرف الحياة والخلود. هناك روايات وقصص وقعت في أزمنة أخرى بعيدة ، لكنها ما زالت تؤثر فينا وتعيش معنا لأنها تمس جوهر الانسان وليس زمن تواجده.
9) هل تكتب لتسافر في مخيلة وأشكال عوالم قد تكون صادمة أو غريبة و كيف تحتفي بالوجود والحياة والروح ؟
نعم ، أنا أكتب للسفر في عوالمي الخاصة ، عوالم صادمة وموغلة تختلط فيها الرؤى وتحكمها الفراغات الكثيرة التي تفتح أبواب التأويل. ليس الهدف من الكتابة بالنسبة لي هو صنع الحكاية فقط وتقديمها في نسق سردي معين ، بل إنها كتابة تنتقد كل شيء ، تعيد طرح الأسئلة الكبرى وتؤسس للتغيير. هذا على الأقل يشكل رغبة وجوهرا ، لكني قد اكون مبتعدا عن تحقيق هذه الأهداف التي أحلم بها ، وهذا ناتج عن التناقضات التي تعج بها الحياة والتي تفترض مني وقتا كبيرا للتأمل وصياغة جمل قصيرة جدا تستطيع أن تفسر أكبر عدد من الأفكار والمواقف.
الوجود والحياة والروح كائنات هلامية لا نستطيع ضبطها أو حتى معرفة جوهرها ، ولكننا نحس بوجودها وتأثيرها علينا ، لذلك فعوارضها هي التي تجعلنا نكتب عنها ، ولكننا نصطدم بتهمة التأويل وتحجر العقليات التي ترفض كل تغيير في النسق.

أشكر لكم هذا التوجه الذي يجعلنا نعبر الى ذواتنا لنكتشف امكاناتها عبر اسئلة جيدة ومهمة.
« « « « « « « « « « « « « « « « « «
اجرت الحوار عزيزة رحموني/طنجة/المغرب

Admin
Admin

Nombre de messages : 6730
loisirs : peinture/dessin/lecture/et bien d\'autres....
Humeur : joyeuse, le plus souvent.
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas

Revenir en haut

- Sujets similaires

 
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum