الشاعرة التونسية هدى حاجي
Page 1 sur 1
الشاعرة التونسية هدى حاجي
حوار عزيزة رحموني مع الشاعرة التونسية هدى حاجي
الشعر سفر صوفي للبحث عن المعنى، و الشاعر مسافر زاده الحرف...وعيه بالكتابة تعبير عن تفاعل حميم مع العالم كما يراه يحسه يريه يحلمه يعيه يكتبه.
...من هنا نسجتُ اسئلتي و وزعتها كالمنشور على عدد من الساكنين جداري الفيسبوكي...اليستِ الكتابة على الجدران لصيقة بالانسان منذ اول الخربشات في الكهوف الى لوحات الطين السومرية و المسلات و جدران المعابد الى جدرا المدن الحديثة التي تصاب بالذعر كلما عنّ للمُهَمّشين رَشّ وجهها بما يخدش صمتها و يغرز في جنبها اسئلة الوجود و الكينونة...
اول الردود جاءني من "هدى حاجي" شاعرة تونسية متخرجة من دار المعلمين العليا اختصاص لغة و آداب عربية صدر لها مجموعة شعرية بعنوان "ابنوس الغياب" و لديها مجموعتان قيد الطبع، حضرت ملتقيات شعرية في تونس و المغرب و ليبيا...
لنتابع الحوار :
في البدء، هل تسمح اللغة بمخاض يكشف تجليات و كشوفات الشاعر الحداثي؟
** مساء الشعر قبل البدء، الكتابة رحلة صوفية في مدارات الروح للبحث عن المعنى الكوني الضائع الذّي جعل الانسان يفتقد ابعاده الانسانية العميقة التي تمزّقت في صراع مفتعل بين ماضي آفل مازال يستبد باللحظة التاريخية عبر محاولة ترسيخ اصوليته و حداثة تقفز على ابعاد الذات الانسانية و تشوّهها لصالح السوق فتحوّلها الى سلعة استهلاكية تظل اللغة هي اعادة صياغة الشاعر للكون بعيدا عن ماهيته العادية و المستهلكة و قريبا من تجلّيات الشاعر الحداثي و تصوّراته الحالمة التّي تضفي الوانها و التفاتتها السرّية و طقوسها المبتكرة فتعيد تشكيل الكون بنبض شعري .
2- لكل شاعر مرجعياته الثقافية، كيف تتفاعل مرجعياتك دون ان تتضارب او تفكّ وحدة الرؤية لديها ؟
** المرجعيات تتعدّد و تتنوّع و تنصهر احيانا لتغزل منها لغة الشاعر رؤى بلا حدود و عوالم بلا عناوين سوى الكونية و هذا ما تترجمه وحدة الرؤية.
3- هل يمكن اعتبار الكتابة الابداعية فاعلا مراوغا مخاتلا لا يكشف رؤى المبدع ؟
** الكتابة الابداعية فعل مراوغ بامتياز، له القدرة على المخاتلة و الاغراق في الغموض و التخفي، فالإيحاء و الترميز و زرع الغام من الشفرات التّي تطرح الاسئلة و تشحذ معاول التأويل على مصاريع المعنى،كل ذلك هو دهشة الشعر و لذائذه الساحرة.
4- الانسان اليوم كائن رقمي مبرمج،في ظل هذا الواقع ...هل يمكن للشاعر ان يعيش واقعه من خلال الشعر؟
**الانسان اضحى كائنا رقميا مبرمجا،ربما الشاعر الذّي يبني عوالمه في اللغة من خلال اعادة تشكيل العالم،يصبح العالم الافتراضي نافذته التي يشرق فيها على قرائه في لمح البصر،عالمه الواقعي يترجمه الافتراضي لكل الكون.
5-هل نعتبر المبدع مالكا لحاسة استشرافية ؟
**هو استشراف بطعم الحلم،هي حاسة سادسة تلتقط ذبذبات الجمال في الكون لتعيد صياغته و تلوين العالم به و مقاومة العدمية و الموت من خلاله.
6 -لمن تكتبين ، بما ان الكتابة الحداثية تتطلب متلقٍّ اكثر جنونا من المبدع لموضعة الانسان و انسنة الطبيعة ؟
** اكتب للإنسان عامة دون ان اعنى بلونه او دينه او إيديولوجيته اكتب للاختلاف للحب، للسلام ،للأبعاد الانسانية المتآكلة في عصر العولمة.
7-هل تستطيعين كمبدعة عربية الخوض في المحرّم و المحظور و الغيبي في كتابتك، ام بداخلك رقيب يحدّ من جنوحك؟ ** مازالت بيني و بيني مسافات بعيدة... لكن رغم التابوهات المقيمة كشرطي في رأسي احاول ان اتلمّس ممنوعاتي،اعي بوجودها في عقلي الباطن لان الوعي بها اول خطوات ازاحتها.
8- هل تتداخل حياتك العملية بحياتك كمبدعة ؟
** زاوية نظري للعالم هي الجمال ،احاول ان اجعل الجمال قاسما مشتركا بين كتابة الشعر و تفاصيل اليومي..لمسة خفيفة منه تجعل اليومي خفيفا كفراشة.
9-هل يجد الانسان فيك متعة في الكتابة في ظل الاجواء السائدة في العالم العربي؟
**ما يسمى بالربيع العربي وسّع مساحة الحزن في اعماقي،الخيبات التي عقبت الاحلام الكبيرة ،اكتب الشعر لأنتصر على هزائمي الصغيرة و الكبيرة ،بالشعر اقاوم كل انكسارات الذاتي و الموضوعي.
10-ما الذي يمكن ان يتهرب منه المبدع العربي في سؤال الهوية ؟
** اهرب من النقل الجامد و انظر الى التراث من خلال نقد ميكانزمات العقل العربي برمته،العقل الذي توقف عن الانتاج و الابداع و انصرف الي الاتباع و التحجر.
11- هل يمكنك الخلاص من لوثة الشعر ؟
** الشعر لوثتي الجميلة،جنوني الذي انتصر به على كل اشكال النفي و القهر و العدمية ..
12- كلمة اخيرة ؟
** سلام شعري: انا الشاعرة ظبية من ندى الكلمات اعدو من مهرة الغيم و وعول الذاكرة ارعى قطعانها الذاهلة اروّيها مياه قلبية الماسية و اعشابه الذهبية و ما يقطر من شهد تينة ناهدة...*/*/*/*
عزيزة رحموني / المغرب
الشعر سفر صوفي للبحث عن المعنى، و الشاعر مسافر زاده الحرف...وعيه بالكتابة تعبير عن تفاعل حميم مع العالم كما يراه يحسه يريه يحلمه يعيه يكتبه.
...من هنا نسجتُ اسئلتي و وزعتها كالمنشور على عدد من الساكنين جداري الفيسبوكي...اليستِ الكتابة على الجدران لصيقة بالانسان منذ اول الخربشات في الكهوف الى لوحات الطين السومرية و المسلات و جدران المعابد الى جدرا المدن الحديثة التي تصاب بالذعر كلما عنّ للمُهَمّشين رَشّ وجهها بما يخدش صمتها و يغرز في جنبها اسئلة الوجود و الكينونة...
اول الردود جاءني من "هدى حاجي" شاعرة تونسية متخرجة من دار المعلمين العليا اختصاص لغة و آداب عربية صدر لها مجموعة شعرية بعنوان "ابنوس الغياب" و لديها مجموعتان قيد الطبع، حضرت ملتقيات شعرية في تونس و المغرب و ليبيا...
لنتابع الحوار :
في البدء، هل تسمح اللغة بمخاض يكشف تجليات و كشوفات الشاعر الحداثي؟
** مساء الشعر قبل البدء، الكتابة رحلة صوفية في مدارات الروح للبحث عن المعنى الكوني الضائع الذّي جعل الانسان يفتقد ابعاده الانسانية العميقة التي تمزّقت في صراع مفتعل بين ماضي آفل مازال يستبد باللحظة التاريخية عبر محاولة ترسيخ اصوليته و حداثة تقفز على ابعاد الذات الانسانية و تشوّهها لصالح السوق فتحوّلها الى سلعة استهلاكية تظل اللغة هي اعادة صياغة الشاعر للكون بعيدا عن ماهيته العادية و المستهلكة و قريبا من تجلّيات الشاعر الحداثي و تصوّراته الحالمة التّي تضفي الوانها و التفاتتها السرّية و طقوسها المبتكرة فتعيد تشكيل الكون بنبض شعري .
2- لكل شاعر مرجعياته الثقافية، كيف تتفاعل مرجعياتك دون ان تتضارب او تفكّ وحدة الرؤية لديها ؟
** المرجعيات تتعدّد و تتنوّع و تنصهر احيانا لتغزل منها لغة الشاعر رؤى بلا حدود و عوالم بلا عناوين سوى الكونية و هذا ما تترجمه وحدة الرؤية.
3- هل يمكن اعتبار الكتابة الابداعية فاعلا مراوغا مخاتلا لا يكشف رؤى المبدع ؟
** الكتابة الابداعية فعل مراوغ بامتياز، له القدرة على المخاتلة و الاغراق في الغموض و التخفي، فالإيحاء و الترميز و زرع الغام من الشفرات التّي تطرح الاسئلة و تشحذ معاول التأويل على مصاريع المعنى،كل ذلك هو دهشة الشعر و لذائذه الساحرة.
4- الانسان اليوم كائن رقمي مبرمج،في ظل هذا الواقع ...هل يمكن للشاعر ان يعيش واقعه من خلال الشعر؟
**الانسان اضحى كائنا رقميا مبرمجا،ربما الشاعر الذّي يبني عوالمه في اللغة من خلال اعادة تشكيل العالم،يصبح العالم الافتراضي نافذته التي يشرق فيها على قرائه في لمح البصر،عالمه الواقعي يترجمه الافتراضي لكل الكون.
5-هل نعتبر المبدع مالكا لحاسة استشرافية ؟
**هو استشراف بطعم الحلم،هي حاسة سادسة تلتقط ذبذبات الجمال في الكون لتعيد صياغته و تلوين العالم به و مقاومة العدمية و الموت من خلاله.
6 -لمن تكتبين ، بما ان الكتابة الحداثية تتطلب متلقٍّ اكثر جنونا من المبدع لموضعة الانسان و انسنة الطبيعة ؟
** اكتب للإنسان عامة دون ان اعنى بلونه او دينه او إيديولوجيته اكتب للاختلاف للحب، للسلام ،للأبعاد الانسانية المتآكلة في عصر العولمة.
7-هل تستطيعين كمبدعة عربية الخوض في المحرّم و المحظور و الغيبي في كتابتك، ام بداخلك رقيب يحدّ من جنوحك؟ ** مازالت بيني و بيني مسافات بعيدة... لكن رغم التابوهات المقيمة كشرطي في رأسي احاول ان اتلمّس ممنوعاتي،اعي بوجودها في عقلي الباطن لان الوعي بها اول خطوات ازاحتها.
8- هل تتداخل حياتك العملية بحياتك كمبدعة ؟
** زاوية نظري للعالم هي الجمال ،احاول ان اجعل الجمال قاسما مشتركا بين كتابة الشعر و تفاصيل اليومي..لمسة خفيفة منه تجعل اليومي خفيفا كفراشة.
9-هل يجد الانسان فيك متعة في الكتابة في ظل الاجواء السائدة في العالم العربي؟
**ما يسمى بالربيع العربي وسّع مساحة الحزن في اعماقي،الخيبات التي عقبت الاحلام الكبيرة ،اكتب الشعر لأنتصر على هزائمي الصغيرة و الكبيرة ،بالشعر اقاوم كل انكسارات الذاتي و الموضوعي.
10-ما الذي يمكن ان يتهرب منه المبدع العربي في سؤال الهوية ؟
** اهرب من النقل الجامد و انظر الى التراث من خلال نقد ميكانزمات العقل العربي برمته،العقل الذي توقف عن الانتاج و الابداع و انصرف الي الاتباع و التحجر.
11- هل يمكنك الخلاص من لوثة الشعر ؟
** الشعر لوثتي الجميلة،جنوني الذي انتصر به على كل اشكال النفي و القهر و العدمية ..
12- كلمة اخيرة ؟
** سلام شعري: انا الشاعرة ظبية من ندى الكلمات اعدو من مهرة الغيم و وعول الذاكرة ارعى قطعانها الذاهلة اروّيها مياه قلبية الماسية و اعشابه الذهبية و ما يقطر من شهد تينة ناهدة...
عزيزة رحموني / المغرب
Sujets similaires
» التقاطات شعرية على وسادة شهرزاد
» شاعرات اندلسيات
» الشاعر الويس هيركويت ترجمة: بدل رفو
» عز الدين الماعزي
» أحمد الصويري بقلم د.سهى نعجة
» شاعرات اندلسيات
» الشاعر الويس هيركويت ترجمة: بدل رفو
» عز الدين الماعزي
» أحمد الصويري بقلم د.سهى نعجة
Page 1 sur 1
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum