joiedevie Forum de Aziza Rahmouni
Vous souhaitez réagir à ce message ? Créez un compte en quelques clics ou connectez-vous pour continuer.
-40%
Le deal à ne pas rater :
Tefal Ingenio Emotion – Batterie de cuisine 10 pièces (induction, ...
59.99 € 99.99 €
Voir le deal

saida taqi سعيدة تاقي

Aller en bas

saida taqi سعيدة تاقي Empty saida taqi سعيدة تاقي

Message par Admin Jeu 23 Fév - 8:37

على ضفاف موقع الكتروني صادفت ريشة مرهفة تغرف من النور جرعات و تعيد صياغته لوحات تسافر في الوجدان و تسامر الوعي بلغة شفيفة شاعرية عذبة. "سعيدة تاقي" مبدعة عربية تجيد العزف باللغة, أحببت الحوار معها ولم تكن أسئلتي لها كالمعتاد.قلت لها: سنلاعب الحروف و نجعل الحوار متعة للقارئ .فجاءت ردودها مفعمة بالضوء و رائحة الحروف الندية. لنتابع:
سـعـيدة تـاقـي

ـ على ركح منفرد كيف ترقص ريشتك ؟

ـ على ركح منفرد، و بعيداً عن الاشتباه بالنص السردي الأصل "على رُكحٍ مُنْفرِد"، تُـتْـقن الريشةُ بالفطرة الرقصَ دون موسيقى؛ فالصّفاء الداخلي يعزف ـ في لحظات السكينة ـ على أوتار التأمل وصْلاتٍ نابضة بالحياة و التسامي، ترقص لها الريشةُ طرباً و خفّةً.

لكن حين تغازلها الأضواءُ، و يعلو صوت المؤثِّرات الخارجية.. تخبو قليلا جذوة الفطرة، فالمدى يتردّد صداه بألوان الواقع.. و الواقع كثير الوُقوع و الصخب و الفوضى، يُلزِم الريشة بالإنصات لضجيجه، قبل الالتحام بالذات لاستعادة التوازن المفتَـقد..

تعيد الريشة، بين فطرة الطبيعة و احتدام الواقع، اكتشافَ رؤاها بشكل متواصل لتُراقصَ الكلماتِ على إيقاع جديد يعانق الذاتَ و هو يدرك أسرار الكينونة التي يجلِّيها الوجود الحقيقي.

ـ إذا انتحلتِ الكاتِبةُ الغيابَ هل سيَذكُرها أم سيغيبُها ؟


ـ الغيابُ قدرُنا جميعاً في زمنِ أردنا أن نحضُرَه.. فَـ " احْـتَضَرَنَـا "..

لكن هل سيذكرني الغياب إن انتحلته؟

لا مفر من الإشارة إلى أن نص "لم يذْكُرني الغيابُ حين انتحَلْـتُه.." حين كتبتُه كان السياق حميمياً، و كان الحرف المنسابُ ذاكرةً للحضور الفِعلي، و ليس للغياب بأي صنف من الأصناف. لعل ذلك هو السبب الذي، يجعل الغياب شكلاً آخر للحضور، فتُخوم الشوق حين تُغلِق على الحب منافذ الحبور يغدو الغائب الأكثرَ حضوراً، و يصبح الغيابُ أشدَّ تجلِّياً من أي حضور آخر..

وهل تذكُر الكِتابةُ الكاتِبَةَ إن تَقمصتْـها؟

لاشك أن الغياب ينتفي و فِعْـل الكتابة... فأنْ تَكتُبي يعني أن تُحْكمي الوثاقَ لاشتراطات وجودية عديدة تمارِس، عفواً أو عُنوةً، ضروب التنغيص المختلفة.. أنْ تكْتُبي يعني أن تُعلِني الحضور بأكثر من صوتٍ و لونٍ و صيغة..

أنْ تَكتُبي يعني أن تكُوني أولاً، و أن تَعِي الكتابة مفصولةً عنكِ ثانياً، و أنْ تُدركي كيف تصِليِن بينك و بين ذلك التَّوق لأن تكوني أنتِ الكاتبة..

فـ"أنْ تكوني" ليس فعلاً وجودياً سهلاً.. و أنْ تكوني أنتِ روائيةً أو شاعرة أو مبدعةً عموماً، ليس فِعْلاً نحويّاً فارَق صيغة الفعل اللازم للفاعل في الفعل الوجودي " أنْ تكُوني" إلى صيغة الفعل المُتعدّي إلى المفعول في الفعل الإبداعي " أنْ تكُوني مبدِعة".

إنّ تفعيلَ الكتابة بضمير إبداعٍ متكلِّمٍ مؤنَّثٍ إبداعٌ مركَّب، يستَبِق فيه إبداعُ الحضور الوجودي لِلذَّات المُفكِّرة ضد نزوات المواضعات الاجتماعية، فِعلَ الكتابة و تحيينَ طقوسها الإبداعية..

لأجل كل ذلك لا يُمكن تحيـينُ لحظة الكتابة إلّا و حضور الكاتبة في أشدِّ لحظات الوعي بالحضور و جوداً و كتابةً و مُمانعةً...

ـ ريشتك فاتنة إذا صادفت صلابة كيف تكسرُها ؟

ـ نص "صَلابَة مُنْكسِرة" ومضاتٌ ترسم حاضِر الربيع الدّامي لمّا تساقطتْ أوراقُ الخريف، و قد تجولت الومضات على امتداد الخريطة الجريحة مستشرِفةً جرحاً في كلّ لوحة..

كانت الصلابة قد انكسرت، لكن توابع الشظايا، أو شظايا التوابع مازالت تُنازِع موازين القوى عن سيطرة منفلتة..

ريشتي قد بلغت من النضج ما يجعلها تُدرك أنّ الغواية ليست بالمَطلب المُرتجى فالحكمة قد تكون أيضا فاتنة، فحين ينكسر الضوء على مشارف الماء يشعّ قوس قزح و لا يدوم الفرح إلا دقائق هي زمن اللقاء بين الشمس و المطر..

كما تُدرِكُ أنّ الصلابة ليست بالحلم المشتهى فقد تكُون أحياناً وَهْم هشاشةٍ مفرطة في الادعاء؛ فنقرة صوصٍ هشّ تكفي لتطلّ الحياة و تنكسر صلابة البيضة..

ـ لو تسربلتْ حروفُكِ مرثية، هل تُحِبكِ ريشَتُكِ اكثر ؟


ـ حروفي و أنا أرسمها ترسُمني، و الريشة و أنا أطوِّعُ حركاتها بين أناملي، تغترفني، فمن سيحبُّ الآخر!!

" أحبِـبْــنـي أكـثر بعد المَرْثِـية " نص شعري لا يقتحِم الرثاء بل يُعلِن لعُمْر الحب، سنةً شمسيةً جديدة.

ـ كل كتابة ومضة قلب. كل حلم اشراقة نفس. فهل يتحقق التسامي بين الكتابة و الحلم ؟


ـ أجيبك سيدتي بعيدا عن ومضات " كلُّ عثرةٍ و نحن بالحُلمِ مُـتَسامُـون" التي أزهر على متنها سؤالكِ، بومضةٍ أخرى وَسَمْتُها بـ "الجَـميل أمِ الرِّهان؟" تقول: "الرِّهان هو أن نُواصل بإصرار.

الجَميل أن نختلِف بِسُموّ، كي تتَّسعَ رؤانا بالمرايا المُتقابلة."

ألا نردِّد جميعاً مع الرائع محمود درويش: «سأصنع أحلامي من كفاف يومي لأتجنَّب الخيبة»، ألا نمشي على خطى سؤاله: «هل في وسعي أن أختار أحلامي، لئلا أحلم بما لا يتحقّق.. »؟؟

لكن رغم ذلك فالكتابة تسامٍ يستلُّ مدادَهُ من سواد الواقِع. أما الحُلم فهو صنو الحياة، يسمو بنا نحو الغد المنتظر و الأمل غير المُدرك، برفعةِ الشمس التي تُشرِقُ كلَّ يومٍ سبقـتْها إلى احتضان السّماءِ الغيومُ، أم صَفتْ لها وحدها الزُّرقة.

ـ النوايا لا يطلع عليها غير الريشة التي تكتب صاحبها. هل تكفي النوايا الطيبة للكتابة ؟


ـ النوايا طيبة أم خبيثة، هي شأن السَّرائر و ما تطويه الأفئدة من أسرار ، في حين تُعلن الكتابة صوتها بالجهر و العلن. الريشة وهي تخط الحروفَ على الورق لا تحمر خجلا و لا تستشيط غضباً بناءً على نوايا الذات الكاتبة.. بل ترسم للمعاني أشكالا و أحرفاً فحسب..

الكتابة ليس لها نوايا، بل لها مَقاصد، قد تدركها القراءةُ، و قد لا تُدركها.. و في الحالتين لا يضرُّ النصّ حُسن الفهم أو سوؤه، لأن النص الذي لا يعيدُ كتابة نفسه مع كلّ قارئ حصيف لن يصمدَ أمام عمليات الفهم و التأويل المتطاولة على رموزه.

لأجل ذلك فالمقصدُ للكاتب الغائبِ عن القراءة، و المعنى بوابةٌ تفْـتَحُ مصراعيها أدواتُ النص، و الدلالةُ يبلُغُها القارئ عند فهم النص و تأويله..

ـ للفجر أسراره. هل تجيدين زراعته؟

ـ لم أتوقع مطلقاً حين وقّعتُ نصي الشعري عن حفدة المختار، بسؤال "مَـنْ يَـزرعُ الـفـجـرَ ثـانـيـةً؟" أنّه سيستدرجني إلى منعطف سؤالكِ هذا سيدتي..

كان النص مصدَّراً بمفتتح استفهامي آخر أقول فيه:".. و هل يَتْـعَـب الدَّمُ مِنَ الدَّمِ إلا إذا انصرَف عن أحدِهما فائضُ الحياةِ بخالِص النزيف!؟."

فالفجر انتظار حرية طال احتضار ليلها، في مستنقع موبوء.. و قد قال أدونيس: ما أكثر الأوطان التي يبدأ فيها سجن المواطنين بالنشيد الوطني.

فهل أجيد زراعة الفجر؟.. و هل نملك فرادى القدرة على زراعته؟

الأمل زادنا و العمل عِمادنا، و الحصاد ليس لنا بل عطاء غدنا..

ـ للمطر نكهة سحرية لكن إذا أمطر بياضا ما الذي يحصل ؟


ـ لا أذكر المتصوف الذي قال فيما معناه: المغزى بالمعنى و ليس بالصوت، فما يجعل الزهر ينبت ويتفتح المطر و ليس الرعد.

فمهما ضجّ الرعد بالعويل و النذير.. لن تتفتّح الورود إلا على ملمس المطر، ذاك سحر رحم الحياة الأكبر..

إذا أمطر بياضاً ستنفتح على وسع المدى قماشة بيضاء تنسج للأشياء و الأشكال و الألوان معالمَ جديدة، سندُها البصري بياضٌ ناصِع له من النّقاء و الطّهر ما يغسل كل الأدران، لكنه بقدر ما يُرخي ستارَهُ يُخفي الماهية و يموِّه التمايزات... و في البال طَلُّ ياسمينٍ فوّاح بشذى الرقّة المرتعشة و حُنو الوريقات الغافية.. و طفلةٌ تلهو بعلبة ألوان زيتية و فرشاة على ورق ملَوّن.

ـ كلمة أخيرة ؟


ـ جميل ما يستطيعه الحرف و ما ترسمه الريشة. الإبداع طاقة تَحرُّرٍ تسمو برؤى الإنسان، مبدِعاً و متلقِّياً، و ترقى بنوازعه، في تربة لم يرتو ظمؤها بما يكفي إلى القيم، التي تبدو في واقعنا و كأنها صبوةً متعاليةً عن التَّخْليق و التحيين.. لكن كيف للأمل أن يُنصِف يومَ البسطاء من غدهم المثـقَل بحُمول الانتظار؟!!

لكِ في الختام عزيزتي، خالص الشكر على الاستضافة في هذه الفسحة الجميلة و على درب التجوال الممتع الذي رسمتِه بين نصوصي.. و على انتقاءاتك البهية للحرف و للريشة.

عزيزة رحموني
http://www.alnoor.se/article.asp?id=143211
Admin
Admin

Nombre de messages : 6730
loisirs : peinture/dessin/lecture/et bien d\'autres....
Humeur : joyeuse, le plus souvent.
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas

Revenir en haut

- Sujets similaires

 
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum