بين زهرة الياسمين وزهرة اللوتس

بين زهرة الياسمين وزهرة اللوتس

حميد ركاطة

حميد ركاطةجسر للعبور من خريف الثورات ربيع الحرية
إهداء خاص للشعبين التونسي والمصري


(1)
قالت الشعب للزعيم :
أنا أكرهك
قال الزعيم للشعب :
سأحاربك
قال الراوي :
نحن نتواجد اللحظة خارج منطق الديكتاتوريات ، داخل معمل للثورات في محاولة أخيرة للاستعادة شعب لياسمينه الظمأى للحرية..... .
(2)
رصاصات مطاطية ....رصاص حي ...
شهيد أول ..شهيد ...ش....ه...د....ا...ء
لتسقط الحكومة
عاشت الثورة
المجد للحرية ...
(3)
قرصان قذفت به النجوى
استفاق بعد سبات
جاء ليركب موجة الحرية
(4)
مخادع عفته صناديق الاقتراع
حمل أخر قصاصة أخبار
وطالب بتشكيل حكومة ائتلاف
(5)
محارب قديم
حلب ضرع بقرة الوطن حتى أدماها
يطالب بكأس حليب
وقليل من خبز الوطن ودماء الشهداء
(6)
كان تصريحه قبيل الرحيل عن الوطن
كان تصريحه لما عاد إلى الوطن
يحمل بين طياته خنجرا و كثير من الوعود المسيلة للعاب
(7)
قال الراوي :
قبيل الفجر هكذا يرحلون كما جاؤوا أول مرة لا يحملون من وطنيتهم سوى دفتر ا يحتفظ بما حرمت منه شعوبهم : النميري / تشاوشيسكو / شاه إيران ./ الخديوي ...بن علي .. ...

أنت القصيدة

أنت القصيدة إلى من ملكت الفؤاد
وتربعت على عرش الحنايا
إلى ثورية.


لما أراك
تضيع مني الكلمات .
أحس أن الكون
أنت ،
وما وراء عينيك ظلمات.
أشعاري
مارقة ،
وكلماتي كلها تافهات .
مزقيها إن شئت ،
احرقيها
إن رغبت .
وضمدي برمادها
الجراح والآهات.
كاذبة متوني
وزائفة كل العبارات ،
إن لم تذكرك
على الحواشي ،
وفي الهوامش ،
وعلى كل الصفحات…..
أنت الكون
والمتن
والقصيدة.
وأشعاري ،
دونك
خرافات….

جل ينتحب كالأطفال….

أتعرفين حبيبتي،
فيم يفكر الليل ؟
أو بما يحلم القمر ؟
في محياك ،
رأيت النجوم تائهات
ومياه الشواطئ ،
تغزل أسئلة
تحضنها الأسماك
فتصير شفافة
عارية كالسماء .
سماءنا
ترتشف دوما
بريق النجوم اللامعات ،
وليلنا يحتسي قهوته سوداء.
قمرنا ،
يبلل بالندى
أنواره الشاحبة
ويمسح الكرب
عن محيا العشاق.
لكن ،
أتعرفين حبيبتي ،
فم يفكر الليل ؟
أو بم يحلم القمر ؟
كلماتي
محتها أنوار الصبح
حلمي
مسافر عبر قطار
حيرتي مجهولة .
حزني
فجر في ينابيع
الخطيئة.
وأشعر ثانية بالحزن
وبموت الكلمات ،
وانفلات اللحظات .
وأدخل وحيدا
أجتر ذكرياتي المليئة
بالخنادق ، والأزمنة ، والأصوات .
وركا مات من الكلمات الحزينة.
فأحلم بامرأة تغسل حزني
وتبدد كلماتي
وتحت ضوء الفجر
تغرقني بالقبلات
ومن بين ثقوب أفكارها
أقتبس أحلى العبارات
وشعلة نور هادئة ،
أحضنها وأنتحب
على صدرها كالبحر
والموج ،والرياح.
أعدو منفلتا في شوارع صمتي
أو أخر عباب ضباب أفكاري
أمسح حزني وجنوني
أضمد شروخ جسدي
لينبض بشرارة اللذة
وينعش حواسي المحمومة.
أنا سيدتي ،
كالليل والشارع والقمر
معاناتي بحجم هذه المدينة
لكن أسئلتي ظلت دائما حزينة.
لكني سأظل
صامدا كالرصيف
مهما ألقوا على وجهي القمامة
مهما بصقوا أو تبولوا
مهما رفسوني بأحذيتهم الثقيلة
فحلمي بالعودة إليها
كرغبة المدمن في جرعة أخيرة
سأسألها يوم نلتقي
هل تعرفين حبيبتي
فم أفكر ؟
وبم أحلم ؟