حوار مع الشاعرة التشكيلية نعيمة زايد

عزيزة رحموني

كالنحلة تشتغل في أكثر من واجهة: أستاذة / جمعوية / مبدعة تشكيلية / فارسة / شاعرة ... بالألوان أو بالكلمات تأتي إبداعاتها امتدادا لرؤيتها للكون وللحياة وللإنسانية،
لغتها كالفوانيس تنير وتلقي الظلال لتوحي بما هو كائن وما هو ممكن وتدعو لعوالم أوسع يتحرر فيها الإنسان من الصمت وينتصر لإنسانيته.
مع نعيمة زايد كان الحوار ممتعا منفتحا على أسئلة متنوعة.تابعوا معنا:

من عادتي البدء بسؤال تقليدي: البدايات وأولى الخطوات، أين وكيف ترعرعت نعيمة؟ و ما الذي زرع فيها نبتة الإبداع؟

- في بيت الفقيه سيدي امحمد بن عمر الزرهوني بن زايد نشأت نعيمة بيت محافظ صوفي تشكل وجدنها متلفعا بأشعار الصوفية والمديح والسماع وحفظ القرآن الكريم كل ليلة في فصل الشتاء أمام المدفأة والربيع والصيف أمام الساقية التي تجري قرب البيت لم يكن عندها أحب من تحلقها هي وإخوتها وطلبة أبيها حوله في مدينة صغيرة وزمن تعايشت فيه بها كل الديانات خاصة الإسلام والمسيحية واليهودية حيث تتناغم الكنائس والبيع والمساجد حتى الأطفال ما كان يجمعهم سوى اللعب والجري بالجبال وركوب الخيل سواسية فكان لجمال الروح وجمال المدينة القابعة بجبال الأطلس وقوة التعايش أثره البالغ على النفوس بايموزار كندر

هكذا فتحت نعيمة عينيها على كل هذا الجمال فترسخ بذاكرتها ووجدانها حد الثمالة



حين تكتب الشاعرة رسائلها تأتينا "مكنون وشم" عميق. لماذا الوشم؟ لم الرسائل؟ وما المكنون الذي لم تبُح به ذاتك؟

- من موطني/ جذوري جاء الوشم إلى جانب ماعرفته المرحلة من مد ثوري ومن تنامي القمع سنوات الجمر والرصاص فكانت كتاباتها الأولى تمتح من كل هذه المنابع رغم الخجل والبساطة اللتان شابت التجربة إذ لم تكن هناك جرأة كافية للبوح بالمكنون فكانت الرسائل تجل للمخزون الكامن في الذات الشاعرة وإخفاء أيضا.

حين يصمت المدى في العيون تنطق النظرة إلى الذات وإلى الكون وتتفاعل الكينونة نظما . لماذا كان هتك الصمت في الديوان الثاني؟

كان هتك الصمت في الديوان الثاني تجاوز المحظور والطوباوي لتعلن الذات وجودها وكينونتها في مساحة ما من الحياة من الإحساس وتتعالى عن كل الاكرإهات بمختلف تطويعاتها وتطبيعاتها محاولة لإعادة بناء العالم عبر رؤيا متعالية توارب الزرقة وتقارب الحب العميق تسخيرا لكل ما هو إنساني من خلال الإنسان والطبيعة



جمعية الأفق التربوي . لماذا أنشئت وما الصعوبات التي اعترضتها؟

- جمعية الأفق التربوي كان الهدف من إنشائها الاشتغال بالحقل التربوي ببعديه الإبداعي والحقوقي والاهتمام بتوعية الأم والطفل وإنشاء مركز استماع للناشئة المتمدرسة اذ قطعت اشواطا مهمة في انخراطها بشكل كبير بالمشهد التربوي "مسرح - ورشات التربية على حقوق الإنسان والمواطنة - نادي البيئة والفن التشكيلي.



ما الذي حققتْه جمعيتكم في المشهد الثقافي المغربي؟

- الجمعية سنت ملتقيات شعرية سنوية للشاعرات تكرم من خلاله أعلام الأدب عموما وتوقيع منجزات المبدعين حتى أصبحت قطبا لمختلف الفعاليات الأدبية بالمغرب وكانت حافزا لإنشاء مختلف الجمعيات وطنيا تهتم بالشأن الثقافي كما لها ارتباط وثيق يبعضها عبر شركات لإقامة مهرجانات عربية ودولية فأصبح للمبدع المغربي فضاء للإعلان عن نفسه عبر إبداعه...



نعيمة الشاعرة حين تلبس معطف التشكيل من أين تستمد مواضيعها وما الذي تدونه بين ألوانها؟

- التشكيل بالنسبة لي كالشعر: عسر الولادة والتماهي مع اللحظة فلا أميز الألوان إلا حين انتهائي من اللوحة فللحظة جلالها وجمالها إن لم أقل جنونها لكنه ليس جنونا إلى التيه بل باتجاه العقل



لونك المفضل؟

- أعشق كل الألوان في صفائها وأعشق ما يتولد عنها عند الامتزاج وان كنت أميز في العشق البنفسجي لحاجة جثم عليها الزمن لكن رذاذها يهف



كيف أسرجت نعيمة إرادتها وأطلقت العنان لفروسيتها على صهوة رياضة ذكورية؟

- الفروسية سيدتي ليس حكرا على جنس دون آخر انه الموهبة والقدرة والدربة والجرأة وان كثر أعداء النجاح فهم المحرك فأنا لا ادعى المهارة. ما أزال على الدرب أحبو بإصرار الصوفي للوصول



نعيمة فاعلة جمعوية نشيطة. تجمع بين الثقافة والنضال. ما الظاهرة أو الظواهر التي تتفاعلين معها أكثر؟

- تفاعلى مع الظواهر الاجتماعية ينبع من قناعاتي الفكرية والمبدئية "الفقر المدقع - الهشاشة الاجتماعية - الإقصاء - التفكك الأسري - التطرف مهما كان "كل هذه ظواهر أنخرط بملفاتها علني أنير شمعة لا تنطفئ ذبالتها أو أساهم في إشعالها



بين الثابت والمتحول في مجتمعنا العربي أين يتموقع المثقف في رأيك؟

المثقف العربي سيدتي ما زال يعيش الغربة والاغتراب كل في فلكه خارج المساهمة في التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعرفها بلداننا فنحن في حاجة للمثقف العضوي الذي يسير دفة التغيير إلى الأمثل ويقود الآخرين بايجابية إليه ...



نعيمة المثقفة المناضلة هل تؤمن بان لحقوق الإنسان مكانة في الوطن العربي؟ وهل ترى السلام ممكنا أم مستحيلا على الأرض المسكونة بالقلق الوجودي؟

- حديثنا عن حقوق الإنسان يكتسي نوعا من الخجل أمام ما نعايشه يوميا من حروب ودمار وان كان الواقع يتجاوز الطموح ومع ذلك نبقى في إطار الحلم بالمكتسبات التي تحقق كرامة الإنسان وحريته وتحفظ حياته وتؤسس لمستقبله في إطار كل القيم النبيلة وفي إطار سلام عالمي

المواقع الافتراضية تنتشر كالفطر،كونك مشرفة شعريات في عدد منها، في رأيك ما الذي تضيفه الشبكة العنكبوتية للساحة الثقافية عموما؟

مع الأسف المواقع الافتراضية تخرج إلينا بالرديء والجيد إلا أن حصالة الرداءة أضخم لاستسهال عملية الكتابة ومع ذلك أيضا قد يحصل تراكم كبير مع الزمن يفرز الجيد ويكون في صالح الإبداع إثراء للمشهد الثقافي بالعالم ينقل التجارب المختلفة ويواشج بينها لتطعيم الخطاب الإنساني عامة



طموحات نعيمة الإنسانة؟

- طموحاتي لا تخرج عن طموحات الإنسان بتحقيق حياة كريمة وبناء عالم من الجمال يحدوه الحلم لغد أفضل يعم فيه السلام والامان ويسود فيه القانون

وحقوق الإنسان ومنها حقوق المبدع حفاظا على التوازن النفسي والاجتماعي



تعريفك للكلمات التالية؟

الأطلس

- - - - - - - - - - - - - - الشموخ

الماء

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - الحياة

قوس قز

ح- - - - - - - - - - - - - - الحب

التراب

- - - - - - - - - - - - - - - - الانتماء

الشموع

- - - - - - - - - - - - - - - - الفرح

الصفصاف

- - - - - - - - - - - - - - - - الذكرى

أنت

- - - - - - - - - - - - - - - - - - التضحية



سؤال توقعتِ أن اطرحه ولم يأتِ؟

سؤال توقعت أن تطرحيه: التوفيق بين دوري كأم والعمل الجمعوي والإبداع



سؤال تمنيتِ أن يتَسَطر؟

سؤال الحب مفهومه ودوره بحياتنا



كلمة اخيرة؟

إننا نكتب

نحاول التعبير عن مكنوناتنا وتجلي هذا المكنون في الواقع من خلال أفعالنا وردود أفعالنا

قد نتجاوز قد نعلو وقد نسقط لكننا دائما نسير وفق حلم كبير يوجهنا جميعا نحو عالم من الجمال لا يهترئ ابدا وقوده الحب وقاطرته اللغة الجميلة الوضاءة والفكر المتقد النير والإحساس العالي والمتعالي عن الحقد والضغائن حتى لا نسقط في الدروشة المؤدي إلى العتمة والظلامية.



أجرت الحوار عزيزة رحموني إعلامية من المغرب.