علية الادريسي البوزيدي
Page 1 sur 1
علية الادريسي البوزيدي
لتنعقي أيتها الغربان التي
تخاف على سوادها
كظِلّي القديم
فهذي يدي تصب الماء الحار
على عش قبرة
وتلوح للغرقى
كلما تنهدت .
لا أعرف كيف أتنازل
عن الحب
ولست أرتدي الموت…”.
عادة أطرب جدا لقراءة “عليّة” و أعشق ترتيلاتها و هديلها…
لكن زفرتها اليوم، أربَكتْني..نَفَسُها جزء لا يتجزّأ من لحْن نايٍ ينفثُ حزْنه دوائرا تشي بإيقاعات الكينونة كالماء والنبات والخصوبة و الطيور….
زفرة “عليّة” تستحضر تحدّي الألم من خلال أصداء غير خفية في نفَسها الصارخ الموّجه الى الحياة
دمجُها صورا صادمة في تعاملها مع موضوع الحب، استخدامها أفعال الحركة لتطوير فكرة ” العيش بالحب و ليس دونه “. إذْ، بين المطلع و النهاية رفض قاطع للحياة دون حبّ…
استخدامُها عناصر طبيعية لاستدعاءِ الواقع بشكلٍ لاسعٍ للإحساس:
مفردات الموت مروعة، لواقعيتها تأثير فجائي مِن مطلع النصّ الى آخره: الجيفة/النعيق/الغربان/إغراق العش/التلويح للغرقى…يكفي أنّ الجيفة تحيل الى التعفنّ، ليتأكسد التلقّي قبل أن يتنفس الصعداء مع استعادة الشاعرة لرمق الحياة و إعلان انتصارها للحبّ.
الحب تيمة الشعر بامتياز، ضمنا و تصريحا، لأنه موضوع يؤثر في جميع البشر، و لِكلّ مِنا طريقة تعبيره عن العاطفة…لنتذكّر “بودلير” في تعامله مع الحُب، (قصائده “الجيفة” و “تحولات مصاص الدماء”).
في قصيدة “عليّة، أرى مخاطَبين…و أحسّ خطاب حبّ.. رغم أنّ النّص ينزاح عن الّلون الوردي – المرتبط عادة بتيمة الحب- لا ليتشح بالسّواد بل ليُغرق العشّ استعدادا للتّجدد.
أعتقدُ:
لو كانت المفردات مضغوطة اكثر لجاء النصّ في صيغة هايكو مستنفذ لكل عناصره.
و بالعكس، لو تبلْور النصّ أكثر لصار رؤية ملحمية في لقطات scénarisées .
* نص للشاعرة علية الادريسي البوزيدي
*/*
عزيزة رحموني
2015/ماي
Sujets similaires
» انفاس بودلير وعلية الادريسي البوزيدي
» الشاعرة علية البوزيدي الادريسي
» ديوان صمت يسّاقطُ أكثر عزيزة رحموني
» ترجمة عزيزة رحموني عبدالله الشعيبي
» شاعرات اندلسيات
» الشاعرة علية البوزيدي الادريسي
» ديوان صمت يسّاقطُ أكثر عزيزة رحموني
» ترجمة عزيزة رحموني عبدالله الشعيبي
» شاعرات اندلسيات
Page 1 sur 1
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum
|
|