joiedevie Forum de Aziza Rahmouni
Vous souhaitez réagir à ce message ? Créez un compte en quelques clics ou connectez-vous pour continuer.
Le Deal du moment :
Xiaomi Mi Smart Camera 2K Standard Edition (design ...
Voir le deal
11.39 €

محمد الصالح الغريسي

2 participants

Aller en bas

محمد الصالح الغريسي Empty محمد الصالح الغريسي

Message par Admin Mar 24 Juil - 18:58

محمد الصالح الغريسي. اديبِ شاعِرِ ومترجم وناقد يجيد العزف على نايات الحرف و من صهيل الكلمات يرتب اغان للحياة و للانسانية، معه كان الحوار ممتعا و هادفا..لنتابع:

-1 محمد الصالح الغريسي لو طلبنا منه فتح قلبه ، أي المكنونات سنكتشف..!؟
ج : في البدء أتوجّه إلى محاورتي الإعلاميّة و الشّاعرة و المترجمة القديرة عزيزة رحموني بأصدق عبارات الشّكر و العرفان ، لإتاحتها لي هذه الفرصة الغالية لإيصال صوتي المتواضع إلى جمهور القراء المغاربة و أقول لها :
أنا لا أحتاج إلى فتح قلبي لأنّه مفتوح أصلا على المحبّة .. محبّة الخالق المبدع الّذي أنشأ هذا الكون على أجمل و أدقّ صورة .. مفتوح على محبّة الحياة و هي أعظم منّة وهبها لنا الخالق رحمة منه و تكريما لمخلوقاته و على رأسها الإنسان .. محبّة الإنسان دون تمييز في اللّون أو العرق أو الثّقافة أينما كان و في أيّ زمن وجد . بالحبّ وحده ندرك أسمى معاني هذا الوجود و تتكشّف لنا حقائقه و أسراره .و بدونه يبقى فهمنا للوجود قاصرا و محدودا.
و إنّي و إن لم أكن في حياتي صوفيّا و لا زاهدا ، و لكنّي أجد في ما قالته رابعة العدويّة أجمل تعبير عن أنبل عاطفة إنسانيّة في الوجود :
أحببتك حبين حب الهوى وحب لأنك أهل لذاك ،
فأما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواك ،
وأما الذي أنت أهل له فكشفك للحجب حتى أراك.

و هذا القول يحيلني على كلّ ما هو جميل في هذا الوجود ، و هو من خلق الله و إبداعه.
فحبّ الرّجل للمرأة و حبّ المرأة للرّجل، و حب الأبوين لأبنائهما و حبّ الأبناء لوالديهم ، و حبّنا للطّبيعة و للوطن و حبّنا لبعضنا البعض كلّها مظاهر لرقيّ الإنسان تعبّر عن إدراكه للجمال في جوهره . و الحضارة الإنسانيّة إنّما تعلو أو تسفل بحسب إدراكها لهذه الحقيقة و ترجمتها إلى عمل ينفع النّاس و يجعل الحياة طيّبة مستساغة.

2 - كلنا نقبض على كمشة أسئلة تحرقنا او تؤرقنا، محمد الصالح، أي الأسئلة تحفر ضلوعه ؟
ج : السّؤال عنوان الحيرة ، و الحيرة مطيّة إلى المعرفة ، و المعرفة مفتاح الحقيقة الّتي نفتح بها مغالق أسرار الوجود .
يقول الفيلسوف اليوناني سقراط : " اعرف نفسك بنفسك "
و يقول الجاحظ : >
و يقول ديكارت > . و لكنّ القراءة الّتي تشكّل أهمّ مصدر من مصادر العلم لا تلقى الاهتمام الكافي لدى شعوبها ،و في سياسات حكّامها . هذه الأمّة العريضة الّتي عرفت أعرق الحضارات و الّتي ابتدعت الكتابة و الحرف ،لا تكتب مجتمعة في سنة ما تكتبه إيطاليا لوحدها ، ما يوحي بوجود كسل فكريّ قاتل ظلّ عنوان تخلّفها و تبعيّتها للغرب الّذي يحتفي بالفكر و الحرف و الكلمة . و هذا ينمّ عن رواسب ثقافيّة موروثة ظلّت تكبّلها عبر القرون . و يمكننا أن نستشفّ هذا من لفظتي " أدب و آداب " و مدلولهما اللّغويّ عندنا ، و بالمقابل عند الغرب.
إنّ الباحث في المعاجم اللّغويّة العربيّة يجد أنّ كلمة أدب تعني ما يأتيه الرّجل من جميل القول و حسن الخطاب و طيّب السّلوك ، و هو ما يتميّز به نخبة القوم من شعراء و رواة و ظرفاء المجالس.و هذا يعني أنّ آدابنا كانت تعتمد على المشافهة لا على الكتابة ، لذلك كان الحفظ الجيّد و سرعة البديهة ، أمرين مطلوبين في الأديب . فلم يعرف العرب الأدب المكتوب إلاّ في القرن الأوّل الهجريّ بعد تدوين القرآن و السنّة و حاجة الدّولة الإسلاميّة الحديثة إلى الكتابة و التّدوين . و ظلّ شأن الكتابة لزمن طويل من اختصاص الدّواوين أو النّخبة من الأدباء و الشّعراء و المفكّرين ، و محصورا فيهم دون الكثيرين، ليبقى الحفظ و المشافهة عالقين بالوعي الباطنيّ للعربيّ ، و انعكس ذلك على نسبة الكتّاب و القرّاء ، و على مفهوم القراءة و الكتابة عموما في ذهن الفرد العربيّ و حتّى في سياسة حكّامه.
لنمرّ بالمقابل إلى المدلول اللّغويّ لكلمة أدب و آداب في اللّغة اللاّتينيّة . ففي الفرنسيّة مثلا نجد كلمة Lettres ; Littérature ، يحملان مدلول الحرف الّذي يحيلنا بالأساس على الكتابة / و منه كلمة Lettre الّتي تعني الرّسالة المكتوبة . و قد شهدت عصور الانحطاط في أوروبا نوعا من الاحتقار للأدب ، حتّى أنّ من يريد أن يستخفّ بما يقال أو يكتب له ، فيقول : "هذا كلام أدب "C’est de la littérature ، و لكن ، منذ القرن السّادس عشر ميلادي تقريبا عرفت أوروبا بداية نهضة فكريّة و أدبيّة ، كان فيها الاحتفاء بالكلمة مصدر اهتمام الكثيرين ، بمن فيهم الحكّام الّذين كانوا ينتهجون سياسة إقطاعيّة أرهقت كواهل الطّبقات الاجتماعيّة غير المحظوظة ، و كانت ثمرته الثّورة الفرنسيّة الّتي عمّت أنوارها الكرة الأرضيّة و ما تزال تشعّ إلى الآن.
من هنا كان اهتمامي شخصيّا بالكلمة و الحرف في نصوصي اهتماما واضحا حيث تكرّرت فيها هاتان الكلمتان عديد المرّات في دلالات مختلفة و متفاوتة في مساحتها الدّلاليّة ، إلى درجة أنّي عنونت إحدى قصائدي بــ" وميض الكلام " ليصبح فيما بعد عنوانا لمجموعة شعريّة تحمل نفس العنوان ، حملت كثيرا من هموم الكلمة :


يسكنني الحرف...
تأسرني الكلمات...
تحفر فيّ سراديب للنّسيان
تكتبني قصيدة بلا عنوان
تبعثر ما رتّبه الخليل
ترسمني وجها بلا ملامح
خريطة بلا طريق
من المضيق...
إلى المضيق

( من قصيدة وميض الكلام )

و لوميض الكلمة رمزيّة ما لوميض البرق ، و دلالة ما يأتي بعده من رعود و عواصف و أمطار و سيول . و قد يحمل أيضا ما يلقيه الوميض للمسافر في الظّلام من فرصة تحسّسه للطريق مستعينا بومضات قصيرة ، قد تشحذ البصيرة و تستنفر الحواس لتتحسّس الطّريق نحو الهدف المنشود . و تظلّ الكلمة عندي ظلاّ للفكرة و الكلام ظلاّ للتّفكير . و مثلما يقترن الكلام بالصّوت فإنّ التّفكير يقترن بالصّمت . و في لعبة ذهنيّة يصبح للصّمت صخب و جلجلة و للكلام صمت يحمل وراءه أكثر من معنى. لذلك تراني أمارس لعبة الصّمت و الكلام عن خلفيّة ذهنيّة ذات أبعاد رمزيّة تزيح عن الصّمت صورة الموت و الجمود و تعطي للكلام ما يحمله الصّمت من بيان يخفى على أصحاب العقول الجامدة.و الغريسي هنا ،يمارس طقوس الصّمت عندما تحتدم في داخله زوابع الأفكار و الانفعالات و يحضر التّاريخ و الواقع في جدليّة تحمل أحيانا مظهر الصّراع و أحيانا أخرى مظهر التّفاعل ، عندها يخرج الغريسي من صمته و يكتب نفسه و عصره و ثقافته و تاريخه و هموم الآخرين ،فتولد القصيدة .
6 - هل هناك وطن للغرباء؟ و هل للعائد من المنفى حيّْز للأحلام ؟
إنّ الإنسان أليف بطبعه ، للمكان و المحيط الطّبيعي و البشريّ اللّذين يعيش فيهما ، و قد عبّر ابن قيّم الجوزيّة عن ذلك بقوله :" الإنسان مدنيّ بالطّبع " و هو أول من قال ذلك ، و إن كان الكثيرون ينسبونه خطأ إلى ابن خلدون مؤسّس علم العمران البشريّ الّذي أصبح يعرف بعلم الاجتماع.
و قد ورد في مقدّمة العلاّمة ابن خلدون ما يلي :
" ويعبّر الحكماء عن هذا بقولهم: " الإنسان مدني بالطبع " ، أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية في اصطلاحهم وهو معنى العمران. وبيانه أن الله سبحانه خلق الإنسان وركبه على صورة لا يصح حياتها وبقاؤها إلا بالغذاء، وهداه إلى التماسه بفطرته، وبما ركب فيه من القدرة على تحصيله."
و الإنسان إنّما يألف المكان و الأهل و الوطن بدافع الخوف و حبّ البقاء و البحث عن الأمن و الاستقرار .و ليس ثمّة أنكى و أشدّ على المرء من إحساسه بالغربة بين أهله و ذويه و في وطنه مسقط رأسه و مربع طفولته و شبابه. و كثيرا ما يكون الإحساس بالغربة في الأوطان إلى طلب الهجرة أو بالأحرى طلب الغربة في بلاد الغير، كواقع بديل عن الواقع المرّ الّذي يعيشه في بلده.
يقول عنترة بن شداد في قصيدة لاميّة له :
حَـكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ وَإِذا نَـزَلتَ بِـدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ
.......
........
إلى أن يقول :
لا تَـسقِني مـاءَ الـحَياةِ بِذِلَّةٍ بَـل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ
مـاءُ الـحَيــــاةِ بِـذِلَّةٍ كَـجَهَنَّمٍ وَجَـهَنَّمٌ بِـالعِـزِّ أَطـيَبُ مَنـزِلِ.

و الأدب العربيّ في العصر الجاهليّ ،و في ما تلاه من العصور يعجّ بنماذج من النّصوص الشّعريّة و غير الشّعريّة ،الّتي تتناول الغربة داخل الأوطان ، و الباحث الدّارس المتأمّل فيها و في غيرها ،يخلص إلى وجود شرخ واضح في الذّهنيّة و الثّقافة العربيّتين عبر العصور .هذا الشّرخ كان وراء الكثير من الهزّات و التّحوّلات الدّراميّة في التّاريخ العربيّ عموما بما يوحي أنّ ثمّة سببا رئيسيّا وراء ذلك ، و هو في رأيي يرجع إلى ثقافة اللاّتسامح ، و رفض الاختلاف في الرّأي و الرّضوخ للعادات و التّقاليد.فالمرء عادة لا يهاجر من ضيق في العيش أو من قلّة في ذات اليد ، و لكنّه يهاجر بدافع الإحساس بالغربة و رفض الآخر لرأيه و أسلوبه في التّفكير و النّظر إلى الأمور . و ليس أدلّ على ذلك من هجرة الرّسول الكريم عليه الصّلاة و السّلام إلى المدينة ، عندما ضيّقت عليه قريش بسبب ما جاء به من أفكار جديدة تهدف إلى تغيير نمط الحياة المألوف و الموروث عن الآباء و الأجداد.

يقول المتنبّي :
د
أنا ترب الندى ورب القوافي وسمام العدى وغيظ الحسود
أنا في أمـــة تداركها الله غريب كصــالح في ثمود

و منذ ظهور الإسلام أخذت ثقافة الهجرة في الانتشار ، و أخذت أشكالا و أهدافا جديدتين لا تخلوان من إيجابيّة ، لأنّها في هذه الحالة لم تكن بسبب الإحساس بالغربة و إنّما كانت طلبا للعلم و سعة العيش و الرّغبة في التّواصل مع ثقافات الأمم الأخرى و محاولة التّأثير فيها و التّأثّر بها.
يقول الإمام الشّافعي :

ما في المقــــام لذي عقـل و ذي أدب
من راحـة فدع الأوطــــان و اغترب
سافــــــر تجد عوضا عمّــــن تفارقه
و انصب فإنّ لذيذ العيش في النّصب
إنّي رأيت وقـــوف المـــــاء يفســـده
إن ساح طاب و إن لم يجــر لم يطب

في رأيي أنّ الوطن الحقيقي لمن يشكون الغربة ، هو المكان الّذي يحقّقون فيه إنسانيتهم و كرامتهم ، و ينعمون فيه بالعيش الكريم ، و الأفضل أن يكون في الوطن الأمّ ، لكنّ واقع الحال في البلدان المتخلّفة يحمل الكثيرين على الهجرة بسبب انغلاق الكثير من الأمم على نفسها و رفضها القبول باختلاف الرّأي و فتح المجال لتطوير اقتصاديّاتها و النّهوض بمناهج تعليمها و تطوير أساليب العيش فيها بما يكفل لشعوبها الكرامة و الاستقرار و طيب العيش. و قد وجد تيّار العولمة في هذا الواقع المتردّي البيئة الخصبة لتطوّر أفكاره الهدّامة الّتي ترمي إلى إشاعة ثقافة كونيّة موحّدة تجعل من الأمم و الأفراد أدوات استهلاك لبضائع و أفكار المجموعات الرّأسماليّة الجشعة الّتي توظّف هذا الواقع المتردّي لإعادة تقسيم العالم و الاستئثار بمقدّرات الشّعوب.
إنّ مجتمعاتنا اليوم تعاني من الهجرة بشكليها المنظّم منه و العشوائيّ في ظلّ الأنظمة الكليانيّة الّتي تقوم على فرض النّمط الواحد و تكريس الواقع القائم على التّسلّط و القهر و خدمة مصالح أقليّات تنفرد بامتيازات عريضة على حساب الشّرائح غير المحظوظة. و قد ساهم في ذلك تهميش المثقّفين و أصحاب الفكر و الرّأي من ذوي العقول النّيّرة ،الّتي بذلت المجموعات الوطنيّة الغالي و النّفيس في سبيل تعليمها و تكوينها ، لتهاجر إلى الغرب خبرات جاهزة و بدون مقابل.و حتّى الّذين يشتدّ بهم الحنين إلى أوطانهم يعودون إليها و هم يحملون بين طواياهم أحلاما جميلة يريدون تحقيقها ، سرعان ما يصطدمون بواقع مرّ يجعل منهم غرباء غير مرغوب في وجودهم :

وطن الغرباء يلفظ توابيت الأحلام
يصفع بها أوطانا بلا خبز
يرجع ما لقيصر لقيصر
و القيصر نهم يقتات من لحوم العبيد
لا يعبأ بصراخ البؤساء

( من قصيدة : وطن الغرباء )


Dernière édition par Admin le Mer 12 Sep - 12:02, édité 2 fois
Admin
Admin

Nombre de messages : 6730
loisirs : peinture/dessin/lecture/et bien d\'autres....
Humeur : joyeuse, le plus souvent.
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas

محمد الصالح الغريسي Empty محمد الصالح الغريسي

Message par Admin Mar 24 Juil - 18:58

********************

أ ُخَيَّة َ روحي،
لقد ضجّ منّي الرّحيلْ
و ها أنذا منذ دهر ٍ
أقلّب وجْهيَ بين المنافي
أفتّش عن وطن للنّخيل ْ
فلا "النّيل" حنّ لنخلي و لا "بردى "
و لا رام عيري فوارس "نجدٍ"
و لا أهل أرض " السّليلْ ".
فنخلي يموت إذا فات أرض العراق ِ
و عيري
إذا مسّها بعض ضيم ٍ
تعاف الرّحيلْ.
( من قصيدة : أحلام عائد من المنفى )

7 - هل للشعر ممالك في زمن العولمة ؟

ج : يقول المحلّلون و المتابعون لتيّار العولمة : إنّها تقوم في فلسفتها على قاعدة اقتصاديّة أساسها تحرير الاقتصاد العالمي و إخضاعه لمبدإ التّنافس الحر . من هنا كان المبشّرون بالعولمة ينادون بكسر الأشكال و الأنماط الكلاسيكيّة الّتي كانت سائدة خلال ما اصطلح على تسميته بالحرب الباردة أي الصّراع على النّفوذ في العالم بين قطبين هما الاتّحاد السّوفياتي القديم و الولايات المتّحدة الأمريكيّة. و أقول : بل هي منظومة ظاهرها العمل على تأسيس ثقافة كونيّة تتفاعل فيها جميع الثّقافات من أجل عالم حرّ تحكمه قاعدة التّنافس .. هذا في الظّاهر ، و لكنّها في العمق منظومة فلسفتها الرّبح و أدواتها الإشهار و التّسويق من أجل تحقيق أكثر ما يكون من الرّبح لمن يتحكّمون في قواعد اللّعبة ، أدواتهم في ذلك الشّعارات الإنسانيّة البرّاقة كالحريّة و الكرامة و تحرير الإنسان – تحرير المرأة – و حقوق الأقلّيات إلخ... و لتحقيق أهدافها عملت هذه المنظومة على تخليص الفكر و الآداب و الفنون من القواعد الكلاسيكيّة الّتي كانت تحكمها، و هي في معظمها تحتكم إلى قواعد أخلاقيّة عامّة تحافظ على خصوصيّات الأمم و الشّعوب و على استقلالها و التّحكّم في ثرواتها و اقتصاديّاتها ، لاسيما ثقافاتها .
في هذا الخضمّ القائم على الصّراعات و التّجاذبات ، يحاول الشّعر كغيره من الفنون بناء ممالكه الخاصّة ، لتكون كابحا في وجه فيم الفساد و الجشع و التّسلّط ، ورغم الضّغوط و المغريات الّتي تمارسها الأوساط الّتي تتحكّم في لعبة العولمة ، و في الوقت الّذي انخرط فيه كثير من الأدباء و الفنّانين في هذا التّيار طمعا في جني ثمار الرّبح و الشّهرة ، فإنّ الكثير من الفنّانين و الأدباء و المفكّرين يسعون إلى بناء ممالكهم الّتي ستكون مستودعا و خزّانا للقيم الإنسانيّة الرّاقية الّتي يحتاجها العالم لإعادة بناء منظومته القيمية على أساس إنسانيّ راق ، يقف في وجه الظّلم و التّسلّط و الاستئثار بجهود الآخرين و بمقدّراتهم. و الشّعر واحد من هذه الممالك الّتي رسمت لنفسها حدودا و أهدافا تناضل من أجلها:

أحنّ إلى وطن ليس فيه حدود
أسافر منه...إليه ّ... بدون جواز سفر
أحنّ إلى وطن ليس فيه عبيد
و لا سادة يحكمون رقاب البشر...
أحنّ إلى وطن مستقر
أقدّ حدوده من جلد ثور...
……
….
……..

أنا لا أبالي بزيد يرشّح للانتخاب
و عمر يقال...
و هذا توارى... و هذا ظهر...
هو الشّعر مملكتي و انتمائي
و شعبي الّذي ليس منه مفر
و لي برلمان يصوّت لي
إذا ما انتشى بلطيف الصّور
فحسبي إذا ضاق صدري قصيد
ينفّس عنّى الأسى و الضّجر

( من قصيدة : مملكة الشّعر..
مجموعة : و ينتصر الورد )

8 - المرأة بالنسبة لمحمد صالح؟

المرأة هي المعادلة الصّعبة الّتي نبحث عنها في هذا الوجود لنعطي لحياتنا معنى ، و هي كلّ شيء جميل نفتقده في أنفسنا من أجل أن نحسّ بجمال هذا الوجود ،لذلك ظلّت المرأة موضوعا من موضوعات الشّعر عبر العصور و في جميع الآداب و الفنون ، فوصل الأمر بالأمم القديمة إلى حدّ تأليهها لما تحمله في طواياها من أسرار هي في الواقع أسرار الحياة الّتي نسعى إلى تفكيكها من أجل ترسخ إنسانيّة الإنسان.

يا من تسكنين حروف القصيد
أتراك مرّة أخرى
تجمعين شتات الشّرق...؟
تستعيرين من دمائه حمرة للورود...؟
و من ربيعه قمرا جميلا يضيء لياليه
فأعود كما كنت ..
حارسا للأقمار و الورد ، أعود...؟
يومها
أناديك من أعالي ربى قرطاج
فتبتسمين
و تبتسم " تدمر "
و يرقص " بردى "
و يرفل في ثوبه القمر الجديد
و يجمعنا القصيد.
( من قصيدة : زينوبيا )

و المرأة في جوهر إحساسي الباطنيّ هي أجمل قصيدة لم نكتبها بعد .و قد جعل لها المجتمع الإنسانيّ القديم و الحديث على السّواء شوارع خلفيّة ، هي أقرب إلى سوق للنّخاسة ،أو سوق للدّعارة ، أو سوق للمزايدات المشبوهة بقضيّة وهميّة اسمها قضيّة تحرير المرأة .فكيف نحرّر من هو حرّ أصلا .أنا شخصيّا أرى العكس : أنّ المجتمع الإنساني القديم و الحديث على حدّ سواء ، جعل من المرأة مادّة للعرض و البيع ، و ما يشاع من حديث عن تحرير المرأة اليوم ،إنّما يدخل في سياسة العولمة الّتي جعل أقطابها مبدأ الرّبح هدفا أساسيّا لهم.
فالمرأة عندهم مادّة للإشهار و تسويق البضائع ، و صوت سهل في الحملات الانتخابيّة ، و مادّة جذّابة للاتّجار . لذلك فإنّني أعوّل على وعي المرأة نفسها في تحرير نفسها من ربقة الرّجل و من سلطان المتاجرين بها ، و ذلك بأن تقدّم نفسها شريكا كاملا للرّجل و مكمّلا له ، و ندّا له لا يقلّ عنه إنسانيّة . و هذا لا يحتاج إلى فلسفة ، بل يحتاج إلى نظرة متأمّلة إلى الطّبيعة الكاملة الّتي فطر اللّه عليها مخلوقاته لتكتشف و معها الرّجل ،أنّ الدّورة الطّبيعيّة لا تكتمل إلاّ بالذّكر و الأنثى ، فليس ثمّة تفاضل بينهما إذ كلّ منهما يحتاج إلى الآخر لتستمرّ الحياة .
يقول تعالى :
((إنّا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا، إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم ))
و مفهوم التّعارف لا يخصّ الشّعوب و القبائل فحسب ، بل يشمل الذّكر و الأنثى أي الرّجل و المرأة و قوامه المحبّة و التّعاون و حسن المعاشرة و تحقيق المصلحة المشتركة ، هذه الشّروط الّتي لا تستمر الأسرة و المجتمع إلاّ بها . و قوله تعالى : (( إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم )) ، يستبطن في جوهره المساواة بين الرّجل و المرأة ، بقدر ما يجعل المفاضلة بينهما تقوم على مدى احترام هذا و تلك للنواميس الّتي تحكم العلاقة بينهما و الّتي جعلها اللّه مقياسا للتّفاضل بين البشر على قدم المساواة لا فرق في ذلك بين رجل و امرأة.

9 - هل يجهش الشاعر بحب الصمت ؟ هل يعشق المُحال ؟ هل يخرق الجغرافيا بسهولة ؟

حبّي للصّمت ليس مطيّة للهروب ، و إنّما هو تفاعل مع الذّات لبناء علاقة تصالح معها ، و تحقيق التّوازن المنشود ، و هو أيضا فرصة لمراجعة العلاقة مع الآخر و مع المحيط ، من أجل بناء علاقة متوازنة تحقّق التّواصل في كنف الإنسانيّة الّتي يتوق إليها الطّرفان . أمّا عشقي للمحال فهو توق إلى الحدّ الّذي يفصل بين الإنسانيّة و الألوهيّة ، الحدّ الّذي يلتقي فيه الإنسان مع خالقه ، ليكون الإنسان جديرا بإنسانيّته ، و أهلا لما أودعه اللّه فيه من روحه ، و ما حمّله من مسؤوليات ، دون أن يأخذه الزّهو بالعظمة فيطغى و يتجبر .
إنّ فواصل الزمان و المكان عندي ، و فواصل التّاريخ و الجغرافيا ، هي فواصل اعتباريّة ، فهي لي بمثابة حجر الطّريق الّذي به أحدّد مكان وجودي و من خلاله أرسم وجهتي ، أمّا أن يكون لي سجنا أو عائقا ، فهذا ما لا أومن به . أمّا في مفهومها الإجرائيّ ، فهي مجرد نقاط نظام ، و إن أعاقت حركتي نوعا ما ، فإنّها لا تعوق فكري و وجداني .فأنا قد أكون عربيّا بالانتماء الثّقافيّ و التّاريخيّ ،و لكنّني في نفس الوقت تونسيّ بالانتماء الوطنيّ ، و مغاربيّ و إفريقيّ بالانتماء الإقليميّ ، و لكنّي أظلّ في النّهاية ،إنسانا فردا بالانتماء الإنسانيّ لا تعوقني الحدود الجغرافيّة. فحدود العرق و الثّقافة و الجغرافيا ، ليست المحدّد الرّئيسيّ في شخصيّتي إلاّ بالقدر الّذي يكفل لي الإحساس بإنسانيّتي، و بحقّي في الحياة كفرد حرّ كامل الحقوق بعيدا عن العلاقات "الشّوفينيّة" مع الآخر ، لكن على قاعدة الاحترام المتبادل بعيدا عن عقد النّقص و الاستعلاء .
مع شكري الخالص للشّاعرة و الإعلاميّة عزيزة رحموني من المغرب

**-**-**-**-
أجرتِ الحوار : عزيزة رحموني /المغرب
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=316000


Dernière édition par Admin le Mer 12 Sep - 12:03, édité 1 fois
Admin
Admin

Nombre de messages : 6730
loisirs : peinture/dessin/lecture/et bien d\'autres....
Humeur : joyeuse, le plus souvent.
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas

محمد الصالح الغريسي Empty aldiyarlondon.com

Message par Rita-kazem Mer 5 Sep - 11:04

http://shar3-almutanabi.com/forum/showthread.php?p=36065

http://www.aldiyarlondon.com/2012-08-09-12-36-20/1-articles/6033-2012-09-13-17-33-09

http://www.alarab.co.uk/index.asp?fname=\2012\09\09-20\422.htm&dismode=x&ts=20-9-2012%2015:01:26
Rita-kazem
Rita-kazem

Nombre de messages : 4254
Date d'inscription : 18/02/2010

Revenir en haut Aller en bas

محمد الصالح الغريسي Empty Re: محمد الصالح الغريسي

Message par Rita-kazem Jeu 4 Oct - 16:49

http://www.alarab.co.uk/tunisiatoday/display.asp?fname=2012\09\09-20\422.htm&dismode=x&ts=20-9-2012%2015:01:26
Rita-kazem
Rita-kazem

Nombre de messages : 4254
Date d'inscription : 18/02/2010

Revenir en haut Aller en bas

محمد الصالح الغريسي Empty Re: محمد الصالح الغريسي

Message par Contenu sponsorisé


Contenu sponsorisé


Revenir en haut Aller en bas

Revenir en haut

- Sujets similaires

 
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum