براهيم رامي زجال مغربي

مع الزجال براهيم رامي فتحنا دردشة على هامش أمسية زجلية أقيمت بالمكتبة الوسائطية/مؤسسة محمد السادس بالرباط تحت عنوان :" الزجل ترانيم للحياة "
أي الطرق قادتك إلى عوالم الشعر؟
لقد عشقت الموسيقى كما عشقت الكلمة مند نعومة أظافري، كنت مولعا بالأغاني العاطفية وأقرأ الشعر خاصة شعر الغزل ما فتح شهيتي لكتابة الخواطر حيث لازلت في سن المراهقة
من و ما الذي أثر في بداياتك ؟
بدايتي مع الكتابة لم تأت من فراغ ،حيث كنت عاطفيا مرهف القلب ،سريع الانصهار سهل الانكسار ما جعلني أواجه ضعف مقاومتي بكتابة الشعر،فكنت استغل بعض المناسبات خاصة تلك المتعلقة بالأنشطة المدرسية لأقرأ ما جادت به قريحتي أمام التلاميذ والتلميذات حتى لقبت بقيس زمانه .
وفي منتصف الثمانينيات، أصبحت منفتحا أكثر على كل أشكال الإبداع وبدأت أتخلص شيئا فشيئا من هواجس العواطف وتحولت إلى شاب يطمح إلى التغيير
بدأت أقرأ لمحمود درويش واسمع أغاني مارسيل خليفة ،وفي هذه الفترة بدأت أتذوق جنسا أدبيا أدخلني إلى عالم الإبداع ألا وهو الزجل المغربي ،فرغم أني كنت اسمع عن بعض الزجالين المغاربة بل قرأت لهم بعض القصائد أمثال الأستاذ أحمد الطيب لعلج والمرحوم علي الحداني و آخرون ..لكني تأثرت كثيرا بزجال ملتزم تعرفت على إبداعاته من خلال الأشرطة (الكاسيط) التي كانت محصورة بين طلبة الكليات ..إنه الزجال رضوان أفندي ،أعجبت أيما إعجاب بأسلوبه ومواضيعه التي تزرع الحماس خاصة في تلك الفترة العصيبة من تاريخ المغرب التي كانت تسمى سنوات الرصاص ..ولكم أن تقرؤوا قصائد المعطي ..و القاري لتعرفوا مدى أهمية الزجل الملتزم في تلك الحقبة
من تم شمرت على ساعدي و مشيت في نفس الطريق إلى يومنا هذا..فمن قرأ قصائدي سيجد بصمة رضوان أفندي حاضرة بقوة ولازلت على عهدي إلى يومنا هذا
ما تعريفك للزجل ؟
الزجل يطلق على الشعر العامي الذي نشأ مع الموشحات في الأندلس ،أعتبره شخصيا أدب القرب لأنه وجد فيه كثير من الناس صورة حية لنفوسهم وللمجتمع الذي يحيط بهم
الفلاحة و الشعر ما الشعرة التي تصل بينهما ؟
الفلاحة بالنسبة لي مجال اخترته عن طواعية لأنني اعشق الأرض وأتنفس الشعر كي أعيش ..
أشتغل حاليا كإطار ومرشد فلاحي ،أعيش بين فئة من الشعب خارج أسوار المدينة وبعيدا عن المكاتب المكيفة رغم أنني تربيت في أكبر المدن (مدينة الدارالبيضاء)
الطبيعة الخلابة هي من احتضنت سجيتي وفتحت شهيتي ،كنت اتابع كل المجريات اعيش كل الأحداث التي تمر منها البلاد ،أعيش هموم العامل والطالب والموظف البسيط ،انادي بحقوقه ،أدافع عن كرامته
كتبت عن أحداث 16 ماي الدامية ..كتبت عن غلاء المعيشة ..عن تزوير الانتخابات عن الرشوة والمرتشين وما على ذلك من المواضيع التي تهم الإنسان المغربي خاصة والعربي عموما.
أي التيمات تكتب فيها أكثر و لماذا ؟
أكتب كثيرا عن المواضيع التي سبق ذكرها ،عن هموم المواطن الضعيف ،عن غلاء المعيشة ،عن الظلم والاستبداد ،وأحيانا ألتجئ إلى مواضيع تحمل بعض الحكم والأمثال كقصيدة الصمت حكمة ..كل هذا لأنني نقابيا و رجل سياسة أنتمي إلى حزب الرفاق
لماذا آنت عازف عن النشر الورقي
فكرة النشر الورقي لم تخطر ببالي ،لأننا نعيش أزمة قراءة ،فلا فائدة من طبع ديوان وعرضه بالمجان على الأصدقاء ومن يدري هل سيجد وقتا للإطلاع عليه ،لا أنكر أنني أتوفر حاليا على عدد كبير من الدواوين موقعة من طرف أصدقائي المبدعين، حيث أشعر بخجل كبير حينما يطلب مني بعضهم رأيا في كتاباته وانا لم أطلع بعد على محتواه رغم مرور فترة طويلة على توقيعه .
ما الذي تحققه لك المواقع الالكترونية ؟
المواقع الالكترونية ،هي أولا وقبل كل شيء جسر للتواصل ،فمن خلالها تعرفت على عدد كبير من المبدعين سواء منهم المغاربة أو العرب فلم يعد هناك صديق مفترض ،بحيث التقيت مع عدد منهم من خلال الملتقيات والمهرجانات وكان لي الشرف أن أكون ضمن قافلة المحبة التي توجهت أياما قليلة بعد الثورة إلى تونس الشقيقة ،تلك القافلة التي ضمت عددا من المبدعين المغاربة ترأسها الشاعر والقاص محمد منير إلى جانب شعراء من أمثال حسن عبيدو وزجالين من أمثال حميدة بلبالي واستسمج إن لم يكن المجال كافيا لذكر بقية أعضاء القافلة
زد على هذا أنني استطعت أن أنال شرف إدارة منتديات دواوين الثقافية كنائب المدير العام
ثم أن المواقع الالكترونية هي التي من عرفتني على مبدعة وإعلامية من خلال منتدى مطر إلا وهي الأستاذة عزيزة رحموني التي قامت بترجمة قصيدة غزلية مند أكثر من 6 سنوات تحت عنوا تسألين من أكون ؟ وهي من استدعتني لأمسية شعرية بمدينة الرباط التقيت من خلالها عددا من الأصدقاء المفترضين من أمثال الزجال الأنيق عادل لطفي والمبدعة المتميزة مليكة المعطاوي وأخرون ..
المواقع الالكترونية هي من عرفتني على مبدعة كبيرة ألا وهي الشاعرة البحرينية الأميرة خلدية آل خليفة التي التقينها بمدينة فاس من خلال أمسية في الشعر النبطي التي نظمتها جمعية الألفة بدعوة من الشاعرة فاطمة بوهراكة وضمت مجموعة من المبدعين المغاربة كالأستاذ عبد الرحيم هري وليلى نسيمي وحبيبة زوكي
المواقع الالكترونية هي من جعلتني أحظى بتكريم على هامش الملتقى الثاني لمنتيدات دواوين الثقافية بمدينة الدار البيضاء خلال شهر يناير 2012 حضره العشرات من المبدعين من كل أنحاء المغرب .
كمبدع ما رأيك في الحركة الثقافية ببلادنا ؟ هل ترى أنها تساير تحولات الشارع و حِراكه ؟
بداية لا يسعني سوى أن انوه بالمجهودات التي يبذلها العديد من المثقفين المغاربة من أجل الرقي بالمنتوج الثقافي ببلادنا وذلك بفسح المجال أمام كل الطاقات لإبراز مواهبهم وخير دليل هي تلك الملتقيات والمهرجانات التي تتبناها عدد من الجمعيات بشراكة مع مندوبيات الثقافة والمؤسسات التعليمية
من وجهة نظري أرى أن الحركة الثقافية حاضرة وتساير كل المجريات عن كثب و ما نشاهده اليوم في الشارع المغربي من نضالات ووقفات احتجاجية للمطالبة بالحقوق والعدالة والمساواة بين الأفراد بطرق حضارية ،لدليل واضح على ما أقول
و كسياسي ما رأيك في دور المثقف داخل بلده ؟
المثقف هو الإنسان الذي ينحاز إلى موقف ايجابي ولا يكتفي بالتفرج من بعيد ، لأنه ليس كائناً غريباً على مجتمعه وليس بعيداً عن مشاكل أمته وقضاياها المصيرية. المثقف هو من تكون أقواله متطابقة مع أعماله ، وان يكون ايجابيا في تناوله للقضايا الحساسة بعيدا التعصب والتشدد
كزجال حدثنا عنك
المثقف
هاذ الطفل قرا بزاف
وتعلم سبعة د اللسون
عرف البحر منين ينبع
وعرف الأرض لي كورها شكون
وكلوه الناس عليهم

يبكي بكاهم ويشقى شقاهم
ويضوي الطريق إيلا هام الظلام عليهم
وداز اليوم وتبعو خوه
واللي طاع ضاع

واللي عصا ذبحوه
وهجموا الذياب بالظفر والناب
تجمعوا الناس بعد طاح الظلام
فكروا الناس فحماية التراب
وقالوا القاري يزيد لقدّام
قاليهم ولد الحرام..
القاري ما يتقدم

القاري يتكلم
واش قريتي النّم؟؟.

هذه القصيدة للزجال رضوان أفاندي وقصائد أخرى،كانت سبب دخولي إلى عالم الزجل من بابه الواسع حيث تشاء الصدف أن التقي بهذا المبدع الذي اتخذته قدوتي خلال تكريمه بمدينة بنسليمان على هامش المهرجان الوطني الخامس للزجل ..التقيته وقدمت له نفسي وأخذت أقرأ عليه بعضا من زجلياته التي ربما قد نسيها لأنها تعود لأكثر من 20 سنة وكم كانت فرحتي كبيرة وآنا أصعد إلى منصة القراءة أمام ثلثة من فطاحلة الزجل في المغرب من أمثال الأستاذ البحث والزجال محمد الراشق الذي أشكره على تلك المقدمة التي قالها في حقي ولو أنني لم ارقي بعد إلى مستوى المبدعين الذين سبقوني إلى هذا الميدان كالزجال إدريس بلعطار ومحمد مثنا وحميدة بلبالي الذين كانوا حاضرين في تلك الأمسية

لقد حصل لي الشرف أن شارك في عدة مهرجانات على امتداد التراب الوطني وأحمد الله أنني كنت دائما موفقا والسر في هذا النجاح يعود إلى طريقة الإلقاء التي تميز مشاركاتي .

كما لا يفوتني أن أشكر الزجالة المتألقة الصديقة نهاد بن عكيدة التي كان لها الفضل في إبراز مواهبي من خلال استضافتي مرتين في البرنامج الشهير الذي تشرف على إعداده من راديو CASA FM وبشهادة منها ومن الذين تابعوا تلك الحلقات كنت موفقا ولله الحمد

كما شاركت ببعض القصائد في دواوين مشتركة التي أشرفت على طبعها منتديات دواوين الثقافية في نسختها الأولى والثانية، إضافة إلى الصحافة المكتوبة بقصيدة خيال الليل وبوح الصحراء حيث لازلت أحتفظ بنسخ من تلك الأعداد
وحتى أكون منصفا ،لابد أن أذكر الأستاذة المبدعة والإعلامية أمينة لمريني من فاس ،حيث كانت تشجعني على الاستمرار في كتابة الزجل لأنها حسب قولها كانت تجدني أكثر قوة في هذا الجنس الأدبي أكثر مما عليه في كتابة الخواطر

خيال الليل

إلا خيم الليل
وخيالو تعدى لقياس
اجعل من لسانك قنديل
به ضوي طريق الناس
زجلية نالت إعجاب العديد من القراء إلى درجة أنها ترجمت 3 مرات للغة العربية الفصحى و مرتين باللغة الفرنسية من طرف مبدعين كبار ولكم أن تعودوا إلى هذه الترجمات و ما قيل في حقها من خلال هذا الرابط بمنتدى مطر http://matarmatar.net/vb/t15748/
بوح الصحراء
قصيدة بالفصيح لها قصة طويلة ...

جنون الشعراء

قصيدة بالفصيح كتبت بجنون الشعرء الانيق

ماتقيش البيضاء بلادي

زجلية كتبتها عن أحداث 16 ماي سنة 2003 ، هذه القصيدة كانت بمثابة نداء إلى الشباب المغربي وخاصة شباب أحياء سيدي مومن وكريان الطومة ودوار السكويلة ،الذين تورطوا في تلك الاحداث الدامية ..

يا ولد البيضا بلادي

فعالك خلات كية وغذة ف كبادي

طايش

تالف متلوف

ماعارف فين غادي

نوصيك يا ولد دمي وترابي

لاتهجر وطانك

لا تعبر لحدادة

لا تفجر مصران

وتخليها ف خوتكم عادة

الصناطحية

كتعمرو بنا الشوارج
وتطلقونا في السواقي
انتما بنيو و عليو
ولوحونا حنا للزناقي
نلبسو لهبال
ونمضغو دعاوي لحلاقي
الجوع فينا
و الصداع في بلادنا باقي .

زجلية قديمة كانت قد كتبت على عجل ،والموضوع لا يحتاج إلى تعليق

عزيزة رحموني